العراق يؤكد دعمه لنظام الأسد في مواجهة تصاعد هجمات فصائل المعارضة السورية
في إطار تطورات الأحداث المتسارعة في سوريا، أعلن العراق عن دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد في التصدي للهجمات التي أطلقتها فصائل المعارضة اعتبارًا من 27 نوفمبر الماضي.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أطلع السوداني أردوغان على موقف بغداد من الأوضاع المتدهورة في سوريا، مشددًا على أن العراق لن يتجاهل التداعيات "الخطيرة" التي تعاني منها المنطقة.
وأشار السوداني إلى أن العراق قد عانى سابقًا من الآثار السلبية للإرهاب، نتيجة لتوسع "التنظيمات المتطرفة" في المناطق السورية، وعبّر عن قلقه من إمكانية تكرار تلك التجربة القاسية، ضامنًا أن بلاده لن تسمح بتفاقم الوضع الأمني على حدوده. واستمرارًا في هذا السياق، اعتبرت الحكومة العراقية فصائل المعارضة السورية بمثابة "تنظيمات إرهابية متطرفة"، مما يعكس حرص بغداد على تأمين حدودها وأراضيها من أي تهديدات محتملة.
كما أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي تداعيات قد تطرأ على الأراضي العراقية نتيجة التصعيد في سوريا، مشيرًا إلى أن الحدود العراقية مع سوريا محكمة ومحمية بشكل جيد. نائب قائد "العمليات المشتركة"، قيس المحمداوي، أضاف أن القوى الأمنية العراقية تأخذ جميع الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة البلاد.
وفي سياق متصل، فقد قام مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي باتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية لتأمين الحدود، مؤكدًا على أن المعارك الدائرة في سوريا لا تشكل تهديدًا مباشرًا للعراق، كما تم عقد اجتماع أمني واسع النطاق بهدف تقييم الجهد الاستخباراتي على الحدود العراقية وتعزيز التنسيق الأمني مع الدول المجاورة.
من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى موقف إيران المساند لنظام الأسد، حيث يعد أكثر تشددًا من الموقف العراقي. فقد دعمت طهران النظام السوري عسكريًا وسياسيًا منذ بداية النزاع في عام 2011، واستخدمت ميليشيات إيرانية في الصراع، فضلًا عن تقديم الدعم السياسي والاقتصادي. في سياق الأحداث الأخيرة، قام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارة دمشق حيث التقى الأسد، مؤكدًا على الدعم الإيراني "الشامل" للنظام.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الجبهات السورية مواجهات عنيفة، حيث أعلنت فصائل المعارضة عن تحقيق تقدم في مناطق عدة. وفي جبهة حلب، تعتبر المعارك علامة فارقة في الصراع المستمر، والذي يشكل تحديًا جسيمًا للأمان الإقليمي، وهو ما تعد العراق مستعدة لمواجهته بالتحليل الاستراتيجي والتعاون المشترك مع حلفائها.