أعلنت إدارة العمليات العسكرية في القوات الحكومية السورية عن مقتل ستة ضباط، بينهم ضباط برتبة مقدم ونقباء، خلال مواجهات دموية مع الفصائل المسلحة المشاركة في عملية "ردع العدوان" بمنطقة ريف حلب. الضباط الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم العسكري هم المقدم كنان صالح، والنقيب حسن سامي محمود، والنقيب إسلام عبد الكريم الحازم، والنقيب مجد عماد عيسى، والنقيب يزن محمد إسماعيل، والملازم أول يوسف كنعان، المنتمي إلى "الفرقة 25".

وتأتي هذه الخسائر البشرية في ظل تصاعد حدة الصراع في شمال غرب سوريا، حيث أفادت التقارير بأن الفصائل المعارضة أظهرت تقدماً ملحوظاً في مناطق نفوذ النظام. في هذا السياق، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إيران شرعت في إرسال قوات جديدة إلى الأراضي السورية لتعزيز موقف رئيس النظام بشار الأسد، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على قواته بسبب التقدم العسكري للفصائل المعارضة.

وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن الأهداف الرئيسية لهذه التعزيزات الإيرانية تكمن في دعم قوات النظام في صمودها أمام هجمات الفصائل المعارضة، خصوصاً في الأقاليم الشمالية من البلاد. ويشير هذا الوضع إلى قلق إسرائيلي متزايد من أن تستغل إيران الوضع الراهن لزيادة وجود قواتها بشكل كبير في سوريا، وهو ما قد يحمل تداعيات سلبية على الأمن الإقليمي.

علاوة على ذلك، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن انهيار المعطيات الحكومية في مدينة حلب وعموم شمال غرب سوريا خلال الفترة الأخيرة يكشف عن هشاشة النظام السوري. وأكدت الصحيفة أن هذا الانهيار يعكس اعتماد النظام المتزايد على الدعم الخارجي، خاصة من روسيا وإيران. إذ لطالما كان النظام السوري متهالكاً، واعتاد على تلقي المساعدات في وقت الأزمات، مما يشير إلى تدهور قدراته الذاتية وقدرته على السيطرة على الأوضاع العسكرية والسياسية في البلاد.

تشير جميع المؤشرات إلى أن الصراع في سوريا سيدخل مرحلة جديدة من التعقيد، حيث قد يؤدي الغزوات الحالية إلى تغييرات جذرية في موازين القوى، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. في الوقت نفسه، يبقى المدنيون المتضررون الأكثر هشاشة في ظل تصاعد العنف والاضطرابات، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.