لبنان وإسرائيل على أبواب اتفاق لوقف إطلاق النار .. هذه أبرز التفاصيل
كشف مسؤولان إسرائيليان ومسؤولان أمريكيان لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أن لبنان وإسرائيل اقتربا من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار من شأنه إنهاء الصراع المستمر بين إسرائيل و"حزب الله". وبحسب المصادر، فإن مشروع الاتفاق يتضمن فترة انتقالية تمتد على مدى 60 يومًا، يتم فيها انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، بينما يتولى الجيش اللبناني مهمة الانتشار في المناطق القريبة من الحدود. كما يتطلب الاتفاق نقل "حزب الله" لأسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني، في خطوة تهدف إلى الحد من التصعيد العسكري في المنطقة.
إضافةً إلى ذلك، ينص مشروع الاتفاق على تشكيل لجنة إشرافية برئاسة الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق ومعالجة أي انتهاكات قد تحدث خلال تلك الفترة الانتقالية.
وفي سياق متصل، أفادت التقارير أن الولايات المتحدة قد وافقت على تقديم ضمانات لإسرائيل، تضمن دعمها لأي عمليات عسكرية قد تقتضيها مواجهة التهديدات المحتملة من الأراضي اللبنانية. كما أكدت الولايات المتحدة أنها ستتخذ إجراءات لتعطيل أي محاولات لإعادة تأسيس الوجود العسكري لـ"حزب الله" قريبًا من الحدود، أو تهريب الأسلحة الثقيلة.
تأتي هذه الأنباء في ظل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين، الذي يعمل على تقريب وجهات النظر بين الطرفين منذ أكثر من عام. ومع ذلك، تمثل التوترات السياسية عائقًا أمام المفاوضات، حيث أثار إعلان وزارة الخارجية الفرنسية عن نيتها اعتقال نتنياهو، تماشيًا مع مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية، غضبًا واسعًا لدى الجانب الإسرائيلي مما أثر سلباً على سير المفاوضات.
وفي محاولة لحل هذه الأزمة، تحدث الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى نظيره الفرنسي بشأن تلك المسألة، مؤكدًا على أن من غير الممكن التوسط في اتفاق بينما يتعهد الرئيس الفرنسي باعتقال أحد القادة في الصراع. من جهة أخرى، عبر ماكرون عن رغبته في المساعدة، لكنه أكد أيضًا على الالتزامات القانونية لبلاده تجاه المحكمة الجنائية الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن هوكشتاين قد هدد في رسالة أرسلها إلى نتنياهو بالانسحاب من الوساطة إذا لم تسارع إسرائيل نحو التوصل إلى اتفاق في القريب العاجل. وتأتي نتائج تلك المفاوضات بعد انعقاد اجتماع طارئ لنتنياهو مع كبار الوزراء ورؤساء المخابرات، حيث تم اتخاذ قرار بالمضي قدمًا في الاتفاق، مع توقعات بالإعلان عنه خلال هذا الأسبوع.
على الرغم من التصريحات الإيجابية حول الاتجاه نحو تحقيق تقدم، لا تزال هناك قضايا عالقة تحتاج إلى حلول. يُشار إلى أن نتنياهو سيحتاج لاستعراض أي اتفاق محتمل للتصويت في مجلس الوزراء الأمني.
في الوقت ذاته، من المنتظر أن يصل مسؤول السياسة العليا في "البنتاغون" للشرق الأوسط، دان شابيرو، إلى إسرائيل اليوم الاثنين، حيث سيعقد لقاءات مع وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، ومسؤولين إسرائيليين آخرين.
في غضون ذلك، لاتزال الأعمال العسكرية تشتد، حيث قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربات تستهدف مقرات عسكرية لـ"حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية. جاء التصعيد العسكري الأخير من قبل "حزب الله" في إطار استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تم إطلاق صواريخ سقطت بالقرب من تل أبيب. ووفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، منذ بدايتها، عن مقتل 3754 شخصًا وإصابة 15626 آخرين.
يتطلع العالم إلى أن تساهم جهود الوساطة الحالية في تحقيق السلام والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، في ظل التوترات المتزايدة والصراعات المستمرة.