غموض مقتل الحاخام كوغان: هل تكون القضية مرتبطة بمعاداة السامية؟
أعلنت السلطات الإماراتية، اليوم الأحد، عن العثور على جثمان الحاخام الإسرائيلي تسفي كوغان، الذي كان يمثل حركة "حباد"، والذي فُقد منذ يوم الخميس الماضي. وقد أثارت هذه الحادثة اهتماماً كبيراً من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية، في وقت تشير فيه التحقيقات الأولية إلى أن كوغان قد يكون ضحية لعمل إرهابي يتمحور حول معاداة السامية، مما أثار إدانات قوية من الحكومة الإسرائيلية التي تعهدت باستخدام جميع الوسائل المتاحة لملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
وقد ورد في بيان مشترك صادر عن مكتب رئيس الوزراء والخارجية الإسرائيلية، أن السفارة الإسرائيلية في أبوظبي حافظت على تواصل مستمر مع عائلة كوغان منذ اللحظات الأولى لبدء التحقيق. ومن المعروف عن تسفي كوغان أنه يعمل كمساعد للحاخام ليفي دوتشمان، الحاخام الأكبر للدولة ورئيس الحركة.
ورغم حدوث هذه الواقعة المأساوية، امتنعت حركة "حباد" عن الإدلاء بأية معلومات أو تفاصيل عن كوغان أو عن نشاطاتها، كما جاء في تقارير موقع "الحرة" الأمريكي. وكان كوغان قد سافر في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى إسرائيل برفقة دوتشمان، حيث التقيا بالسفير الإسرائيلي الجديد في الإمارات، يوسي شيلي، في مكتب رئيس الوزراء. ويعتبر هذا اللقاء من اللحظات الأخيرة التي شهدت ظهور كوغان، قبل أن يُفقد أثره.
تشير التحقيقات أيضاً إلى تعقيدات القضية، حيث تم العثور على سيارة الحاخام في مدينة العين، مما أدى إلى اعتقاد أنها أصبحت دليلاً على عملية تتبع لمكان وجوده منذ مغادرته دبي، حيث كان يشرف على إجراءات الحلال (الكوشير) في أحد المتاجر المحلية. وفي هذا السياق، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن هناك احتمالاً بتورط خلية أوزبكية تعمل تحت تعليمات من إيران في الحادث، مع معلومات عن هروب المشتبه بهم إلى تركيا بعد وقوع الحادث.
واتخذ جهاز الموساد إجراءات فورية للتحقيق في القضية بعد أن أبلغت زوجة كوغان السلطات بأمر انقطاع اتصال زوجها عن المواعيد المقررة. وكان مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قد أصدر تحذيراً من المستوى الثالث بخصوص السفر إلى الإمارات، مشدداً على ضرورة تجنب السفر غير الضروري وضرورة اتخاذ تدابير احترازية مشددة للمقيمين هناك.
فيما أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أنها تتابع "عن كثب" قضية تغيب المواطن من الجنسية المولدوفية زفي كوغان. وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قد أعلنت، في وقت سابق، ورود بلاغ من عائلة الشخص المفقود، دون الإشارة إلى هويته كإسرائيلي، حيث أكدت من جانبها أن الأجهزة المختصة انطلقت منذ اللحظة الأولى للبحث والتحري، ودعت الجمهور إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية وعدم الانجراف وراء الشائعات والأخبار المضللة التي تهدف إلى إثارة البلبلة في المجتمع.
تأتي هذه الحادثة في وقت حساس للعلاقات بين دول المنطقة، مما يستدعي المزيد من التعاون في مجال الأمن ومكافحة مثل هذه الأعمال التي تستهدف الاستقرار والسلام.