جددت "حكومة الإنقاذ" في إدلب شمال غربي سوريا التأكيد على حظر بيع مادة فوسفيد الألمنيوم المعروفة بـ"حبة الغاز"، إلا بموجب استثناءات واضحة وموثقة. جاء ذلك في تعميم أصدرته وزارة الزراعة والري، حيث أكدت فيه على منع بيع هذه المادة لأي غرض، وخاصة للاستخدامات المنزلية.

وأوضح التعميم أنه يقتصر استخدام "حبة الغاز" على مكافحة آفة فأر الحقل في المناطق الزراعية أو لتعقيم المستودعات الزراعية، وذلك بعد الحصول على إذن رسمي موقع ومختوم من المديريات أو الدوائر الزراعية المعنية، المنتشرة في كافة المناطق المحررة. وقد حذرت الوزارة من المساءلة الشرعية والقانونية لمخالفي هذا القرار، مما يعكس جدية الحكومة في مواجهة المخاطر المرتبطة بتداول هذه المادة.

وفي السياق ذاته، أشار فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى ارتفاع ملحوظ في حالات الانتحار في شمال غربي سوريا خلال عام 2023، حيث قُدِّر عدد محاولات الانتحار بحوالي 81 حالة، تسببت 44 منها في الوفاة. وقد كشف مدير الفريق، محمد حلاج، أن 37 حالة انتحار تمت بواسطة تناول حبوب الغاز، مما يعكس مدى خطورة تداول هذه المادة بشكل طبيعي، ودون أي ضوابط.

تجدر الإشارة إلى أن "حبة الغاز" هي أقراص فوسفيد الألمنيوم التي تُستخدم كمبيد حشري وقارض، حيث يلجأ إليها التجار والفلاحون لحماية مخزونات الحبوب من الحشرات والقوارض. إلا أن خطورة هذه المادة تكمن في غاز الفوسفين السام (PH3) الذي ينطلق عند تفاعلها مع الهواء، مما يتطلب من العمال ارتداء أقنعة خاصة لتفادي تأثيراتها السلبية.

إن استمرار استخدام "حبة الغاز" بصورة غير منظمة ينذر بمزيد من المخاطر الصحية والاجتماعية، مما يستدعي تكاتف الجهود لضمان سلامة المواطنين وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر. وعلى ضوء ذلك، تُعتبر الإجراءات التي تتخذها "حكومة الإنقاذ" خطوة هامة نحو تحقيق الأمن الصحي والبيئي في المنطقة.