استهداف طاقم طائرات مسيرة ملغمة لقوات النظام غربي حلب
في إطار تصاعد حدة التوترات العسكرية في شمال غربي سوريا، استهدفت الفصائل العسكرية في إدلب طاقم تشغيل طائرات مسيرة ملغمة من نوع FPV تابع لقوات الاحتلال الروسي، وذلك في ريف حلب الغربي. وقد جاء هذا الهجوم في وقت حساس، حيث كانت الطائرات تستعد لاستهداف المدنيين في المنطقة.
وأكد مصدر عسكري محلي أن غرفة عمليات "الفتح المبين" قد حققت إصابة مباشرة بطاقم الطائرات الانتحارية المذكورة، وذلك على جبهة أورم الصغرى غربي حلب، باستخدام "السلاح المناسب"
. يُذكر أن العملية استهدفت هذا الطاقم في وقت كانوا فيه يتجهزون لاستهداف منازل الأهالي في قرية كفرتعال، مما يبرز المخاطر المتزايدة التي تواجه المدنيين في مناطق النزاع.
في سياق موازٍ، أشار الدفاع المدني السوري إلى تعرض الأحياء السكنية في مدينة سرمين شرقي إدلب لقصف صاروخي من قبل قوات النظام السوري في الليلة الماضية، إلا أنه لم تُسجل أي إصابات بين المدنيين.
تأتي هذه الهجمات التصعيدية في سياق تحذيرات سابقة من الدفاع المدني، والتي أوضحت أن هجمات النظام بالطائرات المسيرة الانتحارية تُشكل تهديداً جدياً لحياة المدنيين وتؤثر سلباً على الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، بما فيها الأنشطة التعليمية والزراعية، في وقت يعد فيه موسم جني محصول الزيتون.
وقد أوضح الدفاع المدني أن قوات النظام لا تزال تواصل هجماتها بالطائرات المسيرة الانتحارية، مما يؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين وإحداث إصابات وخسائر كبيرة. كما أكدت التقارير أن هذه الهجمات تقوض سبل العيش، مما يجبر الأهالي على النزوح من مناطقهم بحثاً عن الأمان.
وفي إحصائية مثيرة للقلق، وثق فريق "منسقو استجابة سوريا" أن أرياف حلب وإدلب تعرضت لأكثر من 256 هجوماً بالطائرات المسيرة الانتحارية منذ بداية العام الجاري وحتى 25 تشرين الأول الماضي، حيث تم استخدام 874 طائرة في هذه الهجمات، وقد تم إسقاط 133 منها دون أن تترتب أية خسائر بشرية. ومع ذلك، فإن 34 مدنياً قد فقدوا حياتهم وأصيب 88 آخرون، بينهم نساء وأطفال.
وقد أكد الدفاع المدني السوري أن الطائرات المسيرة الانتحارية تترك وراءها حصيلة مأساوية من القتل والدمار، مشيراً إلى غياب المحاسبة عن الجرائم التي ترتكب، وأن النظام السوري وحلفاءه مستمرون في استهداف حياة المدنيين دون رادع.
تستمر الأوضاع في شمال غربي سوريا في التدهور، وسط دعوات متكررة لوقف الهجمات وحماية المدنيين، في حين يبقى الكثيرون معلقين بين نار الحرب ومتطلبات الحياة اليومية.