شهدت أسواق الذهب في سوريا ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المعدن النفيس، حيث ارتفع سعر غرام الذهب بمقدار 40 ألف ليرة سورية خلال ثلاثة أيام فقط، في ظل تقلبات سعرية كانت قد شهدتها الأسواق على مدار أسبوعين متتاليين، حيث انخفض السعر بمقدار 100 ألف ليرة للجرام الواحد.

وبحسب النشرة الصادرة عن الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات والأحجار الكريمة بدمشق، التي أفادت بها وكالة الأنباء السورية "سانا"، فقد سجل سعر غرام الذهب عيار 21 اليوم، الخميس 21 من تشرين الثاني، سعر المبيع بمليون و115 ألف ليرة وسعر الشراء بمليون و114 ألف ليرة. كما حددت الجمعية سعر مبيع الأونصة من عيار 995 بـ40 مليونًا و850 ألف ليرة، وسعر المبيع الخاص بالليرة الذهبية عيار 21 بـ9 ملايين و400 ألف ليرة.

في تفاصيل الأسعار، تم تسجيل سعر مبيع الغرام من عيار 18 بمبلغ 955714 ليرة، وسعر الشراء بلغ 954714 ليرة، مما يعني أن الأسعار المحلية شهدت زيادة قدرها 15 ألف ليرة للغرام الواحد مقارنةً بالسعر الذي سجل في أول أيام الأسبوع.

بدأ هذا الارتفاع بحذر منذ مطلع الأسبوع الحالي، حيث ارتفع السعر بمقدار خمسة آلاف ليرة يوم الاثنين 18 من تشرين الثاني، ثم شهد زيادة إضافية قدرها 20 ألف ليرة يوم الثلاثاء، ليستكمل الزيادة اليوم الخميس بمبلغ 15 ألف ليرة.

من الملاحظ أن الأسعار تتأثر بشكل مباشر بالتقلبات في السوق العالمية، إذ أن سعر صرف الدولار الأمريكي سجل اليوم 14,750 ليرة سورية، وفقًا لموقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات. ويشدد خبراء الاقتصاد على التأثير المتزايد للضغوط الاقتصادية العالمية على السوق السورية، حيث تزامن ارتفاع الأسعار محليًا مع زيادة تداول الذهب عالميًا لليوم الرابع على التوالي، بفعل تصاعد التوترات السياسية بين روسيا وأوكرانيا، حيث ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% ليصل إلى 2663.47 دولار للأونصة.

وفي سياق متصل، أكدت جمعية الصاغة ضرورة التزام الحرفيين بالتسعيرات النظامية الصادرة عنها، مشيرة إلى أهمية إصدار فواتير نظامية تشتمل على ملصقات QR، محذرة من أن أي مخالفة قد تعرّض التجار للمسائلة القانونية والمالية.

يُذكر أن رئيس “الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق”، غسان جزماتي، كان قد صرح في وقت سابق بأن معظم المشتريات حاليًا تتمثل في ذهب الزينة من عيار “18” قيراط، وأن نسبة مبيعات ذهب الادخار تعاني من انخفاض ملحوظ لا يتجاوز 20% من المبيعات الإجمالية، في ظل استقرار كميات المبيعات اليومية في العاصمة دمشق بنسبة تترواح بين ثلاثة إلى أربعة كيلوغرامات من الذهب.

تمثل هذه التغيرات في الأسعار تحديًا كبيرًا للمستهلكين والتجار على حد سواء، وفي حين تواصل السوق المحلية تأثرها بالأسعار العالمية، تظل الجهود مستمرة لضمان استقرار الأسعار وحقوق المستهلك.