ألقى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الضوء على المحاور الرئيسية التي تشكل سياسة تركيا تجاه الملف السوري، وذلك في تصريحات أدلى بها اليوم، الخميس 21 نوفمبر 2023. تأتي هذه التصريحات في وقت تتجه فيه أنظار العالم نحو مسار التقارب بين أنقرة ودمشق، في ظل ظروف معقدة تشهدها المنطقة.

وأكد فيدان أن السياسة التركية في سوريا ترتكز على عدة عناصر حيوية، تشمل مساعي البلاد لتطهير الأرض السورية من الجماعات الإرهابية، الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، دفع العملية السياسية بشكل فعّال، وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بشكل آمن وطوعي.

وأضاف الوزير أن هذه الأسس تمثل الركيزة التي تعتمد عليها تركيا في تعاملها مع الأوضاع في سوريا.

وذكر الوزير التركي أنه في إطار هذه السياسة، تعتبر الحرب ضد "حزب العمال الكردستاني" أولوية قصوى، حيث أشار إلى أن تركيا تمكنت من إحباط جهود تنظيم "الإدارة الذاتية" لإجراء "الانتخابات المحلية" في شمال شرق سوريا. وبدون تقديم أي تنازلات، أكد فيدان عزم بلاده على مواصلة عملياتها ضد ما وصفه بـ "المنظمة الإرهابية الانفصالية".

تزامنًا مع هذا، استعرض فيدان الميزانية الخاصة بوزارة الخارجية والمؤسسات المعنية لعام 2025 خلال اجتماع لجنة التخطيط والميزانية في الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا، متطرقًا إلى الدور التركي في الأزمة السورية. 

علاوة على ذلك، اعتبر فيدان أن جهود روسيا وإيران ضمن مسار "أستانة" ضرورية للحفاظ على استقرار الوضع الميداني في سوريا، مشيرًا إلى استمرار المباحثات مع الولايات المتحدة بشأن القضية السورية. ومع ذلك، أعرب عن قلقه من محاولات إسرائيل لنشر الفوضى التي قد تهدد استقرار "عملية أستانة" وتجعل الأوضاع في سوريا عرضة لمزيد من عدم اليقين.

وفي وقت سابق، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن إمكانية لقاء مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، ولكن موسكو استبعدت إمكانية حدوث مثل هذا اللقاء في المدى القريب، مشيرة إلى ضرورة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية كشرط مسبق للحوار.

كما دعا وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى إيجاد حلول سلمية للخلافات بين تركيا والنظام السوري، مشددًا على أهمية احترام وحدة الأراضي السورية وتحذير من دعم الجماعات المتطرفة.

تجسد تصريحات وزير الخارجية التركي اهتمام أنقرة العميق بمستقبل سوريا، وتبرز المواقف المتباينة بين القوى الإقليمية، مما يعكس تعقيدات المشهد السوري الذي لا يزال يتطلب جهودًا دؤوبة للدفع في اتجاه الاستقرار الدائم.