وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 23 نوفمبر - 2024
austin_tice

تركيا تتقدم بمقترح لواشنطن: هل تكون نهاية التدخل الأمريكي في سورية؟

تركيا تتقدم بمقترح لواشنطن: هل تكون نهاية التدخل الأمريكي في سورية؟

ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن تركيا قد قامت بتوجيه مقترح هام إلى الحكومة الأمريكية بشأن التحديات المتزايدة الناتجة عن وجود القوات الأمريكية في سورية عقب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه الرئاسية.

يتضمن هذا المقترح رؤى استراتيجية تعكس استعداد تركيا لتحمل الأعباء المترتبة على محاربة تنظيم "داعش"، وذلك في خطوة تهدف إلى تغيير المعادلة الحالية للأحداث في المنطقة.

وفق تقرير الوكالة، ينص الاقتراح على أن تقوم تركيا، بدلاً من الولايات المتحدة، بتولي المسؤولية الكاملة عن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض السورية، مما يتطلب انسحاب القوات الأمريكية من المناطق التي تعتبرها واشنطن معاقل للإرهابيين.

وتشير المعلومات إلى أن هذا العرض يأتي في سياق مساعي تركيا للتقليل من النفوذ الكردي في شمال سورية، حيث تدعم الولايات المتحدة ميليشيا "قسد" التي تعتبرها أنقرة تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

علاوة على ذلك، فقد أبدت تركيا استعدادها لتحمل مسؤولية العشرات من الآلاف من أسرى تنظيم "داعش" وعائلاتهم المحتجزين في شمال شرقي سورية، وهو ما يعكس مدى جدية أنقرة في إعادة ترتيب الوضع الأمني في المنطقة.

هذا ولم تتلقَ تركيا حتى الآن أي رد رسمي من واشنطن بشأن المقترح، مما يزيد من الغموض المحيط بمستقبل التواجد الأمريكي في سورية.

ويأتي هذا التصريح في وقت حساس، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته الأخيرة أثناء عودته من المقام الدولي لقمة العشرين في البرازيل، أن بلاده مستعدة تماماً لمواجهة أي تغييرات في المشهد السوري، بما في ذلك انسحاب أمريكي محتمل.

وقد أعرب أردوغان عن قلقه من أي كيانات تهدد الأمن القومي التركي من الخارج، مشدداً على أهمية الشمال السوري ليس فقط بالنسبة لتركيا، بل لسورية برمتها.

كما أشار إلى أن الصراعات المستمرة وعدم الاستقرار قد حولت سورية إلى بؤرة جاذبة للتنظيمات الإرهابية، محذراً من تبعات هذا الوضع.

ووصف الوضع الراهن بأنه "مستنقع يجذب الذباب"، في دلالة واضحة إلى كيفية استقطاب الإرهاب للمنطقة، مؤكداً على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للفوضى لتحقيق استقرار شامل.

إن التطورات المحتملة الناجمة عن هذا الاقتراح تثير تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام سيناريوهات جديدة قد تبدل وتيرة الأحداث في سورية والمنطقة بشكل عام.