بشار الأسد ينتقد القمم العربية مجدداً ويطالب بتغيير آليات مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
في خطاب مثير للجدل ألقاه اليوم الإثنين خلال القمة العربية والإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، انتقد رئيس النظام السوري بشار الأسد بشدة مواقف القمم العربية تجاه القضايا الفلسطينية، مجدداً دعوته إلى ضرورة تغيير أساليب العمل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي مستهل كلمته، التي بدت وكأنها تتجاهل التحديات السياسية والأمنية التي تواجه النظام السوري، أبدى الأسد استياءه من عدم تقديم الدول العربية والإسلامية أي حراك ملموس لدعم القضية الفلسطينية. وقد تضمن خطابه استعراضاً لموقفه تجاه الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد أنه لن يغوص في تفاصيل معاناة الفلسطينيين أو تاريخهم، مشيراً إلى أن العالم يعرف تماماً حقيقة الاحتلال وجرائمه. وبدلاً من ذلك، استند إلى نقد القمم السابقة، معتبراً أنها لم تكن سوى تكرار لأحداث ومواقف سابقه، في إشارة إلى فشل الجهود الدبلوماسية السابقة.
كما استعرض الأسد تاريخ "تجارب السلام" مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن تلك الجهود تلتها دائماً مجازر وجرائم بحق الفلسطينيين، معبراً عن استيائه من المطالبات الدائمة بتقديم السلام. وطالب بوقف المجازر والإبادة الجماعية في غزة، مشدداً على أن الأولوية يجب أن تكون لحماية الشعب الفلسطيني، موضحاً أن هذا الأمر يتطلب إعادة النظر في الآليات والأدوات المتبعة.
وعلى الرغم من روعته في الحديث عن الحقوق ووجوب التعامل مع الاحتلال، إلا أن العديد من المراقبين اعتبروا أن حديث الأسد لم يكن سوى محاولة لتسويق صورة مزيفة عن نظامه، الذي يعاني من أزمات داخلية عميقة ويرتكب انتهاكات جسيمة بحق الشعبين الفلسطيني والسوري. وقد أثارت كلمته ردود فعل سلبية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها الكثيرون تناقضاً واضحاً مع السياسات والممارسات القمعية لنظامه، التي تفتقر إلى أي شرعية على الساحتين المحلية والإقليمية.
في ختام كلمته، طرح الأسد سؤالاً مهماً: "ماذا يمكن أن نفعل؟ هل يجب أن نغضب مجددا؟"، مشيراً بهذه الطريقة إلى معضلة استمرار الصمت العربي والضعف الدولي تجاه العدوان المستمر على الفلسطينيين. ولكن في ذات الوقت، كان من الجنبة غياب الرؤية العملية والتوجه الحقيقي لمعالجة المسائل المتعلقة بالقضية.
إن التحليل الدقيق لهذه الكلمات في ضوء الأحداث الجارية والواقع المأساوي للشعبين السوري والفلسطيني يحثنا على التأمل والبحث عن مخرج يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، بما يضمن حقوق الشعوب وينهي معاناتهم المستمرة.