ولاية غازي عنتاب تتخذ خطوات عاجلة لتوزيع الطلاب السوريين
أعلنت السلطات المحلية في ولاية غازي عنتاب عن استمرار تنفيذ خطة توزيع الطلاب السوريين من المدارس المزدحمة إلى مدارس قريبة، وذلك ضمن جهود إعادة التوازن إلى النظام التعليمي في المدينة، التي تستضيف عددًا كبيرًا من الطلاب السوريين في مختلف مراحل التعليم. جاء هذا الإعلان بموجب قرار صادر عن والي غازي عنتاب، حيث تسعى الولاية إلى معالجة المشاكل الناجمة عن زيادة خطوط التعليم نتيجة ارتفاع أعداد الطلاب السوريين.
وفي تصريح لرئيس فرع نقابة التعليم التركية في غازي عنتاب، بكير أفان، أشار إلى أن هذا الإجراء تأخر كثيرًا على الرغم من أهميته. وعلّق أفان قائلاً: "للأسف، راقبنا الوضع لفترة طويلة ونحن الآن نحاول تصحيحه. لقد كان التأخير طويلاً جداً ويجب أن نعترف بذلك". وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولات مستمرة تهدف إلى تحسين الظروف التعليمية لجميع الطلاب، حيث يقدر عدد الطلاب السوريين في مدارس غازي عنتاب بحوالى 100 ألف طالب، مع وجود تركيز كبير في منطقة شاهين بيه.
وأوضح أفان أن "أكبر كثافة للسكان والطلاب السوريين توجد في المنطقة الممتدة بين وادي أليبان ودوز تيبه، حيث تقع شرقي منطقة مدرسة أتاتورك الثانوية وغربي ممر حي استقلال". وأضاف أنه على الرغم من اتخاذ خطوة مشابهة قبل عامين، إلا أن التنفيذ لم يكن بالمستوى المطلوب، مما جعل الحاجة لإعادة النظر في خطة التوزيع ضرورية.
وفي إطار الحديث عن تأثير التوزيع، أشار أفان إلى أن "الوضع الحالي يظهر كثافة عالية للطلاب السوريين في المدارس الابتدائية والإعدادية، ومن المتوقع أن تمتد هذه النسبة إلى المدارس الثانوية في العام المقبل". وأكد أن غازي عنتاب وكلّس هما الولايتان اللتان تسجلان أعلى نسبة من الطلاب السوريين في تركيا، مشددًا على أن التوزيع يعكس الجهود الحثيثة لإعادة التوازن للنظام التعليمي.
وتطرق أفان إلى الأثر السلبي لكثافة الطلاب، وقال: "يجب أن يحصل السوريون على التعليم، ولكن يجب أن يتم ذلك دون أن يؤثر سلبًا على نظامنا التعليمي أو يجعل تعليم أطفالنا غير طبيعي". وأكد على أهمية تلك الخطوات لتفادي شلل التعليم، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب السوريين في بعض المدارس كان يفوق عدد الطلاب الأتراك.
وعبر عن أمله في أن تسهم هذه الإجراءات في تحقيق توازن نسبي، موضحًا أن معظم المدارس تشهد الآن نسبة توازن تقريبية تصل إلى 50-50 بين الطلاب السوريين والأتراك. واختتم أفان حديثه بتأكيد ضرورة استمرار هذه الخطوات لضمان عدم تأثير الكثافة العالية للطلاب السوريين على العملية التعليمية، حيث تبقى هذه الخطوات تمثل بداية مهمة في حل المشاكل التعليمية التي تعاني منها الولاية.
من جهتها، أكدت الولاية أنها ستتابع تنفيذ التوزيع بشكل دوري لضمان نجاح الخطة وتحقيق أهدافها في توفير بيئة تعليمية متوازنة لجميع الطلاب.