تحول موقف بشار الأسد تجاه تواجد إيران في دمشق
في تحليلٍ دقيق للأوضاع السياسية المتشابكة في الشرق الأوسط، أشار المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يتجه نحو دعم جهود منع إيران من إمداد حزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية. وأكدت التقارير أن الأسد يُظهر استياءً متزايدًا من الوجود الإيراني في العاصمة السورية، مما يشير إلى تغيير محتمل في الديناميات الجيوسياسية في المنطقة.
يأتي هذا التطور في سياق جهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين، لا سيما إسرائيل. وتبدو الإدارة الأميركية مستعدة لتقديم حوافز للأسد في حال تمكن من وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله، إذ يُطَبق مبدأ "خطوات إيجابية مقابل خطوات إيجابية"، حيث يُحتمل أن تشمل هذه الحوافز تخفيف العقوبات أو تقديم بعض الدعم الإنساني لسوريا، مما قد يُعزز من موقف الأسد في الداخل والخارج.
التحولات في موقف الرئيس الأسد تعكس تباين المصالح داخل سوريا، حيث يسعى الأسد إلى إعادة بناء سلطته ونفوذه، بينما يسعى الحرس الثوري الإيراني لتعميق سيطرته على مؤسسات الدولة السورية. هذا التعارض في المصالح قد يفسر سعي الأسد للحد من التدخل الإيراني الذي قد يُعتبر تهديدًا لاستقراره السياسي، خاصة مع تزايد الدعوات الداخلية والخارجية لإنهاء الوجود العسكري الإيراني في سوريا.
من جهة أخرى، يُعتبر حزب الله أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة، ويمثل ضرورة استراتيجية لطهران في سياق دعمها لمصالحها في مواجهة إسرائيل. وبما أن الانتخابات الإسرائيلية قد تعزز من المساعي للحد من نفوذ حزب الله، فإن أي تعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأسد يمكن أن يمثل تغييرًا ملموسًا في كيفية التعامل مع الجماعات المسلحة في المنطقة.
الصورة العامة تُظهر أن الأسد يشهد تحولًا في دوره الإقليمي، حيث يمكن أن تتشكل العديد من السيناريوهات وفقا لتطورات الأوضاع العسكرية والسياسية في سوريا. بيد أن تحقيق هذا التعاون سيكون مرتبطًا بمدى قدرة الأسد على الوفاء بالالتزامات المفترضة من جانب الولايات المتحدة، وأيضًا بتفاعلات القوى الإيرانية في البلاد.