وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 ديسمبر - 2024

اعتقال عنصر إيراني في عملية عسكرية إسرائيلية في الجنوب السوري

اعتقال عنصر إيراني في عملية عسكرية إسرائيلية في الجنوب السوري

في خطوة جديدة ضمن سياستها المعروفة في تتبع النشاطات الإيرانية في سوريا، نفذت وحدة عسكرية إسرائيلية عملية عبر الحدود أدت إلى اعتقال شخص يُزعم أنه جُند من قبل إيران. العملية، التي جرت في منطقة بين محافظتي درعا والقنيطرة، تأتي في وقت حساس يشهد تصاعدًا في التوترات العسكرية في المنطقة.

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، يوم الأحد 3 نوفمبر، أن عملية الاعتقال تمت من خلال "وحدة إيغوز"، وهي وحدة استطلاع استخباراتية خاصة تابعة للواء جولاني. وأوضح أدرعي أن العملية جرت في إطار نشاطات استباقية، وأسفرت عن اعتقال علي سليمان العاصي، وهو سوري الجنسية يقيم في منطقة صيدا جنوبي سوريا.

تقع بلدة صيدا بالقرب من الحدود الإدارية لمحافظة درعا، داخل المنطقة منزوعة السلاح على الحدود مع الجولان السوري المحتل. ووفقًا لمراسل عنب بلدي في القنيطرة، العاصي ينحدر من قرية الرزانية ويملك مزرعة في قريته، حيث تم اعتقاله في 19 أكتوبر الماضي.

أفاد أفيخاي أدرعي أن العاصي كان يعمل على جمع المعلومات الاستخباراتية حول قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة الحدود، بهدف تنفيذ "نشاطات إرهابية مستقبلية". وذكر أن العاصي كان تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي قبل اعتقاله، ويتم التحقيق معه حاليًا. وأكد المتحدث أن هذه العملية "أحبطت وعرقلت عملية إرهابية مستقبلية وكشفت أسلوب عمل الجهات الإيرانية في جبهة الجولان".

أرفق أدرعي منشوره على منصة "إكس" بتسجيلات مصورة تظهر مداهمة مكان إقامة العاصي وأجزاء من التحقيق معه. ومن خلال التحقيق، اتضح أن العاصي جُند من قبل "المخابرات العسكرية" التابعة للنظام السوري، لكن تبين لاحقًا أن إيران هي الجهة التي تقف خلف تجنيده.

حتى لحظة تحرير هذا الخبر، لم يُصدر النظام السوري أي تعليق رسمي على عملية الاعتقال. هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق أن اقتحمت قوات إسرائيلية الأراضي السورية عدة مرات، واعتقلت مواطنين سوريين بتهم تتعلق بالتبعية لإيران أو "حزب الله" اللبناني.

في سبتمبر الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية شخصًا قرب السياج الحدودي مع سوريا بعد إصابته بطلقات نارية من قبل إحدى وحدات الجيش. وتم نقل المصاب إلى مستشفى في إسرائيل لتلقي العلاج، بينما لم يُعلق النظام السوري على الحادث.

كما في فبراير 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال شخص آخر يُشتبه في ارتباطه بحزب الله، بعد عبوره إلى مرتفعات الجولان. وذكرت التقارير أن المعتقل كان يعمل في جمع معلومات استخباراتية لصالح الحزب.

مركز "ألما" الإسرائيلي أشار إلى انتشار قوات إيرانية في الجنوب السوري، حيث تتواجد 58 موقعًا ومنطقة تابعة لهاتين الوحدتين. كما أن هناك 28 موقعًا تحت سيطرة "القيادة الجنوبية"، و30 موقعًا آخرًا تضم "خلايا إرهابية" مرتبطة بـ "ملف الجولان".

تستمر إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية في الأراضي السورية بهدف الحد من النفوذ الإيراني، وما زالت تراقب عن كثب أي نشاطات مشبوهة قد تهدد أمنها. عملية اعتقال علي سليمان العاصي تبرز الجهود المستمرة للجيش الإسرائيلي في مواجهة التهديدات الأمنية، وتسلط الضوء على التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.

//