حركة رجال الكرامة تلقي القبض على صقر رائف البيدر المتهم بقيادة عصابة خطف في السويداء
أعلنت حركة رجال الكرامة في محافظة السويداء عن إلقاء القبض على صقر رائف البيدر، المتهم بتشكيل عصابة خطف وقتل تنشط بين محافظتي درعا والسويداء. وقد جاء ذلك بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال، مما أثار توترات في المنطقة وأدى إلى عمليات خطف متبادلة بين عشائر اللجاة وسكان الريف الغربي في السويداء.
تم القبض على البيدر، الذي ينحدر من قرية مسيكة في منطقة اللجاة بريف درعا، من مستشفى الطب الحديث في مدينة السويداء. وكان قد تعرض لإصابة جراء إطلاق نار مباشر من قبل مجهولين بالقرب من بلدة بصر الحرير شرقي محافظة درعا. وقد دخل البيدر المستشفى متخفياً باسم مزيف ومعه حماية من مجموعات مسلحة، قبل أن تقوم حركة رجال الكرامة بمداهمة المكان واعتقاله.
مراسل تلفزيون سوريا أفاد بأن عمليات خطف متبادلة بدأت منذ يوم الجمعة بين أبناء عشائر منطقة اللجاة وأهالي قرى الريف الغربي في السويداء. وعلى خلفية القبض على البيدر، تحركت مجموعات مسلحة تابعة لـ "تجمع القوى المحلية" باتجاه قريتي لبين وحران في الريف الغربي، بهدف مساعدة الأهالي على استعادة المخطوفين.
بحسب شبكة "درعا 24"، يُعتبر البيدر من المتورطين في عمليات خطف سابقة، حيث ذُكر اسمه في اعترافات أحد أبناء منطقة اللجاة الذي تم القبض عليه بتهمة الخطف. وقد أوضح أن البيدر كان ضالعاً في عملية اختفاء شاب من بلدة دير البخت. كما تعرض لمحاولة اغتيال سابقة في 16 تموز الفائت، مما يعكس مدى تعقيد الصراعات في المنطقة.
تشير التقارير إلى أن البيدر يُعتبر أحد أبرز المتهمين بتشكيل عصابات الخطف والاغتيال في منطقة اللجاة، وأنه مرتبط بالأمن العسكري. ويُعتقد أن لديه صلات وثيقة مع المساعد في فرع الأمن العسكري، عمار رئيف القاسم، المعروف بلقب "أبو جعفر". وتسلط هذه الروابط الضوء على تداخل الجريمة مع الجهاز الأمني في المنطقة.
تتواجد في منطقة اللجاة عدة عصابات نشطة، منها مجموعة عطا السبتي المرتبطة بتنظيم "داعش"، ومجموعة عبد الله وفهد العلي المرتبطة بالمخابرات الجوية، ومجموعة هاشم البيدر التي تعمل تحت إشراف الأمن العسكري. كما شهدت المنطقة عمليات خطف سابقة، بما في ذلك اختطاف سائقين أردنيين في أغسطس الماضي.
تعكس عمليات الخطف والفدية الباهظة معاناة أهالي الجنوب السوري، الذين يواجهون تدهوراً أمنياً متزايداً وتواطؤاً أمنياً يعمق من جراح المنطقة. يعيش السكان في حالة من الخوف والقلق، مما يجعل الحياة اليومية تحدياً كبيراً.
في ظل هذه الأوضاع، تتزايد الدعوات من قبل الناشطين والمجتمع المدني لتحقيق سلام شامل في المنطقة. يُعتبر التصدي لعصابات الخطف والاغتيال أحد الخطوات الأساسية نحو استعادة الأمن وتحسين ظروف الحياة للسكان المحليين.
تسلط القبض على صقر رائف البيدر الضوء على الصراعات المعقدة في الجنوب السوري، حيث تتداخل الجريمة مع السياسة والأمن. ورغم القبض عليه، يبقى الوضع متوتراً، مما يتطلب جهوداً مستمرة من الجهات المعنية لتحقيق الاستقرار والأمان في المنطقة.