هجمات بالطائرات المسيرة تهدد حياة المدنيين في إدلب وارتفاع أعداد النازحين
هاجمت قوات النظام السوري، يوم أمس السبت، بعدد من الطائرات المسيرة الانتحارية قرية سان وأطرافها في ريف إدلب الشرقي. وأفاد الدفاع المدني السوري بأن إحدى الطائرات استهدفت سيارة مركونة لنقل عمال قطاف الزيتون، دون أن تسفر عن إصابات.
أشارت التقارير إلى أن الهجمات بالطائرات المسيرة وبالأسلحة الأخرى تهدد حياة المزارعين وتقوض قدرتهم على جني محصول الزيتون، الذي يُعتبر أحد أهم المحاصيل الزراعية ومصادر الدخل التي يعتمد عليها سكان المنطقة. واعتبر الدفاع المدني أن تكثيف الهجمات من قبل النظام على المزارعين يمثل "حرباً من نوع آخر" تهدف إلى زيادة معاناة السكان وتقويض سبل عيشهم.
في سياق متصل، وثّق فريق "منسقو استجابة سوريا" نزوح 6,277 شخصاً من ريفي إدلب وحلب باتجاه مناطق أكثر أماناً، وسط استمرار القصف المكثف من النظام السوري وروسيا على الأحياء السكنية. ويأتي النزوح في وقت يشهد فيه الشمال السوري تصعيداً عسكرياً من قبل قوات النظام، التي تستهدف القرى التي شهدت سابقاً عودة للسكان.
ودعا فريق "منسقو استجابة سوريا" الجهات الدولية للتدخل لإيقاف خروقات النظام والهجمات على المدنيين، ووقف التصعيد العسكري. وشدد على ضرورة تقديم المنظمات الإنسانية للمساعدات اللازمة للنازحين الجدد ودعمهم حتى تحقق الاستقرار وتعود الأسر النازحة إلى مناطقها.
قبل أيام، حذّر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) من احتمال وقوع كارثة إنسانية جديدة وموجات نزوح محتملة في منطقة شمال غربي سوريا مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل استمرار التصعيد العسكري من قبل قوات النظام السوري.
وقال الدفاع المدني في تقرير له إن "استمرار التصعيد يثبت أن النظام السوري وروسيا وحلفاءهم مستمرون في حربهم على السوريين، دون اعتبار للقوانين الدولية والإنسانية". وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية بالوقوف "بحزم" إلى جانب المدنيين والعاملين في المجال الإنساني في شمال غربي سوريا، وتحمل مسؤولياتهم ووقف هجمات النظام على أكثر من 5 ملايين مدني.
كما طالب الدفاع المدني باتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لهذه الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة النظام السوري وروسيا على جرائمهم. ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد المخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني النازحون من ظروف قاسية وقلة الموارد.
تؤثر هذه الهجمات بشكل مباشر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، حيث يعتمد العديد من الأسر على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. ومع استمرار الهجمات، يواجه المزارعون صعوبات كبيرة في القيام بأنشطتهم اليومية، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية.
تعكس الهجمات بالطائرات المسيرة والانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في إدلب وضعاً إنسانياً متدهوراً يتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي. فمع تزايد أعداد النازحين واستمرار التصعيد، يبقى الأمل في تحقيق السلام والاستقرار بعيد المنال، مما يهدد مستقبل أكثر من 5 ملايين مدني في المنطقة.