خاص - ارتفاع سعر حليب الأطفال يدفع الأهالي لبدائل غير صحية في رأس العين
خاص - قاسيون تشهد مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار حليب الأطفال المجفف، مما يضع العديد من الأسر في وضع مأساوي. هذا الارتفاع، الذي بلغ نحو 40%، يؤثر بشكل كبير على صحة الأطفال ونموهم، حيث تضطر الأمهات إلى البحث عن بدائل غير صحية.
ارتفاع الأسعار
ارتفع سعر علبة الحليب بوزن 400 غرام من 100 ألف ليرة سورية إلى 163 ألف ليرة، تشمل العلامات التجارية مثل "دب دوب" و"مونيلاك" و"بيبي فيت". يعتبر هذا الارتفاع غير مناسب لغالبية سكان المدينة، حيث إن نحو 80% منهم يعملون في الدوائر الحكومية، ويتراوح راتب الموظف بين 2500 و3000 ليرة تركية، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات الطفل الرضيع مع بقية الاحتياجات الأساسية.
تجارب الأهالي
مها عبد الله، أم لطفل يبلغ من العمر 8 أشهر، تعبر عن معاناتها قائلة: "أجبرتني الظروف على تغيير حليب طفلي المجفف إلى حليب الأبقار، رغم معرفتي بمخاطره على عملية الهضم والنمو". بينما تشير بشرى القاضي، أم لطفل عمره 6 أشهر، إلى أن ارتفاع الأسعار دفعها لتقليل كمية الحليب التي تقدمها لطفلها، مما أثر سلبًا على صحته. "طفلي أصبح خاملاً وهزيلاً، وبعد أيام أصيب بمرض استدعى نقله إلى المستشفى"، تضيف بشرى.
أسباب الارتفاع
وفقًا لرائد محمد، صيدلاني محلي، فإن الإتاوات المفروضة على معابر التهريب تصل إلى 45%، مما يجعل من الصعب على التجار إيصال الحليب إلى رأس العين. ورغم توفر الحليب التركي في السوق، إلا أن أسعاره المرتفعة تجعله غير مرغوب فيه. ويشير رائد إلى أن بعض التجار يستغلون الوضع بإضافة 10% على سعر العلبة بعد استيرادها من معابر التهريب.
التأثير على السكان
يبلغ عدد سكان رأس العين حوالي 115 ألف نسمة، منهم 20 ألف طفل. يعيش نحو 50% من السكان تحت خط الفقر، مما يؤثر سلبًا على نظام التغذية للأطفال. أحمد العلي، أحد سكان المدينة، يوضح أن الأسر الفقيرة تضطر لتغيير نوع الحليب، مما يؤدي إلى مشاكل صحية للأطفال، مثل الجفاف المعوي والإسهال ونقص الوزن.
تظل مشكلة ارتفاع أسعار حليب الأطفال في رأس العين قضية مؤلمة تؤثر على صحة الأطفال ونموهم. في ظل تدهور الحالة الاقتصادية، تبقى الحلول اللازمة لمواجهة هذه الأزمة غائبة، مما يفرض على الأهالي خيارات صعبة وصحية غير آمنة لأطفالهم.