انخفاض معنويات جنود الاحتلال الإسرائيلي بعد الحرب على غزة
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن حالة من الاكتئاب والقلق بين جنود الاحتلال الذين شاركوا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي انتهت بوقف إطلاق النار في 21 مايو 2023. وأشارت التقارير إلى أن الجنود يعانون من كوابيس وصدمات نفسية وشعور بالإحباط والخيبة، في حين أن الحكومة الإسرائيلية تركز على محاولة تقويض قوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وليس على استعادة الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزهم الفلسطينيون.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مراسلها أور هيلر قوله إن أحد جنود فرقة المظليين في عسقلان أصيب بنوبة هلع وأطلق النار على زملائه بعد أن رأى في حلمه صواريخ تسقط على المدينة، مما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح طفيفة. وأضاف هيلر أن هذه الحادثة تعكس حالة الرعب التي يعيشها الجنود بعد الحرب.
وقال دادي سمحي، الذي كان رئيس الجبهة الداخلية الإسرائيلية سابقا، إن الضباط مسؤولون عن رفع معنويات الجنود ومساعدتهم على التغلب على الصعوبات التي واجهوها، مشيرا إلى أن الجنود الشباب يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي. وأوضح سمحي أن ضباط المظليين لا يتجاوز أعمارهم 22 عاما، وأنهم يتعرضون لضغوط كبيرة في ظل الوضع الأمني المتوتر.
وأشار شالوم بن حنان، الذي كان موظفا كبيرا في جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) سابقا، إلى أن القادة العسكريين أيضا يحتاجون إلى رعاية نفسية، لأنهم يتحملون مسؤولية كبيرة عن حياة الجنود والمدنيين. وطالب بن حنان بتنظيم لقاءات مع خبراء في الصحة النفسية قبل أن يذهب الجنود إلى الإجازة أو يشاركوا في عمليات جديدة، لتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع الضغوطات.
وأظهرت الحرب على غزة، التي استمرت 11 يوما، قدرة حماس على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ والبالونات الحارقة والنفق الهجومي، مما أثار الرعب والهلع بين الإسرائيليين وخاصة في المستوطنات المحيطة بالقطاع. وأسفرت الحرب عن مقتل 256 فلسطينيا، بينهم 66 طفلا و39 امرأة، وإصابة أكثر من 1900 آخرين، في حين قتل 12 إسرائيليا، بينهم جنديان وطفلان، وأصيب أكثر من 300 آخرين.