احذروا أنفلونزا الطيور والخنازير في مشفى القامشلي

د. غيفارا قجو (قاسيون) - يلعب الفساد دوراً مهماً في حرمان المواطنين من خدمات القطاع الصحي، وقد يكون سبباً في تقديم علاج بالخطأ أو مميت، وليس هناك مواطن محصن من أن يكون ضحية لهذا النوع من الفساد، إلا أن الفقراء أكثر تأثراً بفساد هذا القطاع لأنهم أقل قدرة على التأقلم والاستجابة للبيئة الفاسدة، وهم بالتالي يعتمدون مباشرة على الخدمات شبة المجانية التي يقدمها القطاع العام المنهك بالفساد، لعدم قدرتهم على إيجاد بديل ودفع مقابل خدمات صحية بالقطاع الخاص. هنا يتساءل الكثيرون، ماذا بقي من «وطنية» مشفى القامشلي الوطني غير اسمه؟ والخوف أن يكون السؤال في وقت لاحق، ماذا بقي من استشفاء مشفى القامشلي؟!. شهد الأسبوع الفائت، أحداث كثيرة ووقائع وآراء متضاربة، حافلة بالاتهامات، بعد الخبر الذي تم تداوله، بما يخص قصة الوفيات الناجمة عن تعطل أجهزة الأوكسجين، ومولدة الكهرباء ليل السبت الماضي، والذي كانت «قاسيون» سباقة في نشر بعض تفاصيلها اعتماداً على مصادر من داخل المشفى، لكن حتى هذه اللحظة  لا توجد أرقام دقيقة حول عدد الضحايا وعن حيثيات الموضوع، وأبعاده بشكل دقيق وعن تفاصيل الموضوع وخلفياته. خوفاً على الفضيحة، قال مصدر من داخل المشفى رفض الإفصاح عن اسمه لإذاعة محلية: «لا صحة للأنباء المتداولة عن وفيات بسبب أعطال فنية»!!. نفي المصدر الطبي بهذه الطريقة كانت أشبه، بتصريحات مسؤول عسكري أو دبلوماسي، ولكي يراوغ أكثر في ردوده، أضاف: «الموضوع عبارة عن وفيات ناجمة عن حالات ذات رئة غير نموذجية (ذات الرئة تعني شكل من أشكال الانتانات التنفسية)» هذا التبرير الذي لا معنى له وهو المدخل إلى الموضوع المثار اليوم. إذن مرة أخرى ظهر على الساحة عدد من الأطباء المتعاونين مع مدير المشفى، يحاولون معاً إخفاء موضوع انتشار وباء أنفلونزا الطيور أو الخنازير في المشفى (لم يعرف حتى هذه اللحظة أي نوع منها هو المنتشر). تم توبيخ أحد الأطباء المقيمين في المشفى، لأنه حاول فضح الموضوع (طبعا التوبيخ من مدير المشفى الذي له باع طويل بالتوبيخ)، وخاصة عندما يتعلق الأمر باسم المشفى، لا به كشخص فاسد له الدور الأكبر فيما وصل إليه حال المشفى، وليرد على زميله في المهنة بالحرف: «بدك تفضحنا أكتر مما نحن مفضوحين...!!». احد الأطباء المقيمين، توسل لدى المدير أن يأخذ الموضوع بجدية أكثر، وبعض رفض المتكرر دون توضيح، وافق على إرسال مسحات مخبرية من المريض (المعني بالمرض) إلى دمشق للتأكد إن كان مصاباً بالأنفلونزا، لكن القدر كان أسرع، والمريض أضحى في ذمة الله، دون أن نعرف نتيجة المخبر. والطامة الكبرى حين يحاول مدير المشفى جاهدا إقناع الكادر أن هذا المرض غير معدِ (لا ينتقل)... سبحان الله على هذا العلم والمعلومات الطبية!!. إن هناك تأكيدات من داخل المشفى، مشاهدتهم احد قضاة التحقيق يجتمع مع مدير المشفى لساعات طويلة خلال يومين متتاليين الأسبوع المنصرم. ويؤكد آخرون أن الكادر الطبي لم يعد مجبراً على رؤية المدير، الذي يلزم مكتبه ساعات طويلة بعد هذه القصة، وهذا عكس ما تعودوا عليه، على مبدأ «رب ضارة نافعة». التسريبات الأخيرة، أن مسؤولي المحافظة، ومديرية الصحة، أبلغوا الثلاثاء الماضي وزارة الصحة بموضوع الأنفلونزا، وتوقعات الأطباء المعتمدة على التحليلات والمعاينة، تشّي بوجود حالتين في المشفى، إذ قال أحد الأطباء أنهما مصابين بأحد الأنفلونزتين!!. أما عدد الوفيات لم يكشف حتى اللحظة عن إحصائيات دقيقة بسب التكتم الشديد على الموضوع. كما هناك أنباء مؤكدة بوجود حالات إصابة، وفيات في مشفى الحسكة ثلاث وفيات أو اقل ربما، وتم محاولة نقل البعض إلى مشفى القامشلي كمركز لمعالجة المرض. إن على المسؤولين، سواءً في الإدارة الذاتية، أو وزارة الصحة، متابعة القضية وكشف المصابين قبل أن يتفشى أولاً، وتخصيص جناح خاص للمصابين والمشتبه بهم فوراً دون إبطاء ثانياً، وعليهم ثالثاً مواجهة الفساد في مجال الرعاية الصحية في مشفى القامشلي، كقضية عمومية جوهرية وهامة، بحيث يمكن اعتبارها مسألة حياة أو موت، خصوصا بالنسبة إلى مئات الآلاف من البشر، وخاصة الفقراء منهم الذين يقعون ضحايا الفاسدين في القطاع الصحي من عديمي الأخلاق والمبادئ.

احذروا أنفلونزا الطيور والخنازير في مشفى القامشلي

مقالات قد تهمك

هيومن رايتس ووتش: النظام السوري يواصل انتهاك حقوق الإنسان

تصعيد متزايد: غارات إسرائيلية تستهدف بلدات جنوبي لبنان وتداعياتها على الوضع الإقليمي

نتنياهو يضع شروطاً للتهدئة ضمن وقف خطوط إمداد حزب الله

خبير إسرائيل يدعو إلى شن هجوم على نظام الأسد

خامنئي يؤكد تضامن إيران مع لبنان في رسالة شفوية: "نحن معكم وأنتم واحد

تزايد التهديدات من الميليشيات العراقية يضع إسرائيل أمام تحديات جديدة بعد حزب الله