بين الخلافتين: الشدادي صميم الرقة
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong style="line-height:1.6em">باز بكاري (قاسيون) - بعد كسر قوات النظام السوري، حصار كل من بلدتيّ (نبل، والزهراء) في ريف حلب الشمالي، وتطبيق حصار كامل على حلب المدينة، تغيرت الكثير من المفاهيم العسكرية ووضحت أمور أكثر.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>اليوم نحن أمام واقع، يبين أن قوات المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، باتت محاطة بثلاث قوى عسكرية على خلاف معها، فمن الجنوب قطع النظام صلة الوصل بين الريفين الشمالي والجنوبي، ومن الشرقي يتموضع تنظيم الدولة، وإلى الغرب، يتمترس مقاتلوا قوات سوريا الديمقراطية في جبال عفرين.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>هذه المعادلة الجديدة غير معروفة النتائج، والعصية على التكهّن، تأتي في وقت يتقارع كل من (قوات سوريا الديمقراطية، وداعش) على مدينة منبج ذات الأهمية الاستراتيجية، فالأول مدعوم من التحالف الدولي، الموكل إليه مهمة محاربة داعش بكل الأساليب المتاحة، والثاني يستفيد من توتر العلاقة بين (قوات سوريا، والدولة التركية) وكل ذلك يجري تحت أنظار الجيش التركي؛ المترقب للوضع بدقة وتخوف.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>هذه المعارك التي تجري في المنطقة، وبالأخص بين (داعش، والديمقراطية)؛ كانت بهدف التحضير لمعركة الرقة الكبرى، التي روّج لها في الإعلام على أنها الخلاص الأخير للسوريين، ومن بعدها سيكون الشروق السرمدي قادماً، رغم كل التفاصيل المزعجة التي تترافق مع تحرير أية مدينة، حيث تتبعثر التهم بين متهم بالمجازر نتيجة القصف، وتهمٌ بالتهجير و التطهير العرقي، كما آخرون متهمون بالتحريض على مساندة (داعش) في وجه قوى مشكوك في أمرها.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>المعركة المنتظرة؛ تجاوزت الحدود السورية، حتى اقترح البعض قوات «البيشمركة» كقوى وسطية مقبولة أكثر من باقي القوى لتشارك في هذه المعركة، ذلك كبديل عن التدخل التركي المقترح أيضاً، وتجنباً لصراع محتمل بينه، وحدات حماية الشعب، ذات الخلاف الفكري، والجذري مع الأتراك.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>هي معركتان إذاً؛ تقتات عليهما القوى الإقليمية والدولية، معركة (الرقة الكبرى في سوريا) ومعركة (الموصل الكبرى في العراق)؛ التي يباع ويشترى بهما كل يوم، حسب مصالح القوى التي انتعشت تجارتها، بعد تبلور كيان (دولة الإسلام) بقيادة ثلة لا تعي من الإسلام شيء؛غير أنها تذبح باسمه كل ما يرمي إلى الحياة.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>لكن بين (العراق والشام، وسوريا) حدود قد تكون هي ذات الدور الفيصل في هاتين المعركتين، فحسب الجغرافية التي يسيطر عليها مسلحو تنظيم الدولة (داعش)، مدينة الشدادي السورية، جنوب محافظة الحسكة، التي يتوازع السيطرة عليها كل من (قوات سوريا الديمقراطية، قوات النظام) المعلنين للحرب على التنظيم.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الشدادي المدينة السورية التي تبعد عن الحدود العراقية - السورية مسافة 47 كم، وعن مدينة بعاج العراقية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة مسافة 82كم شرقاً، ومركز محافظة الحسكة 50 كم شمالاً، ودير الزور 200 كم جنوباً، وعن الرقة 260 كم، تعتبر همزة الوصل بين داعش العراق وداعش سوريا، فإذا ما وضعنا بالحسبان المناطق الصحراوية الشاسعة التي سيضطر التنظيم التنقل فيها؛ فيما إذا سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، المستمرة في التقدم البطيء جنوباً، على مدينة الشدادي، عندها سيصبح معبر القائم النقطة الأقرب التي يستطيع عبرها التنظيم الدخول إلى سوريا، من خلال محافظة دير الزور، وهذا ما سيكلفه الكثير من الجهد والوقت، ذلك لأن التنقل في المناطق الصحراوية غرب الموصل، سيحيل عناصر التنظيم إلى لقمة سائغة لطائرات الجيش العراقي، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>بهذه السيطرة ستشل القوات غير الداعشية حركة التنظيم، وبالتالي ضمور قوة التنظيم في الرقة، مسهّلة بذلك السيطرة على الرقة بأقل مما روج لها، كما ستخفف من ضراوة المعارك، عدا التكاليف والضحايا التي لطالما اتسمت بها المعارك مع داعش، لإتباعها سياسة المفخخات والمقابر الجماعية.</strong></span></sup></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>من هنا تأتي أهمية الشدادي عسكرياً؛ لتصبح الهدف الأول الذي يجب التعامل معه، قبل (الموصل والرقة)، في حال جدّية القوى المعلنة للحرب على هذا التنظيم، وليس الرقة ذات التشعبات الجغرافية، العسكرية، العرقية، والحسابات الدولية.</strong></span></sup></span></p>