تل رفعت... أكثر من 20 ألف مدني توجهوا منها إلى بوابات العبور مع تركيا
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">حلب (<strong>قاسيون</strong>) - لم يجد أهالي مدينة «تل رفعت»، ما يُغنيهم فيها، أو حتى يكفيهم، ويعينهم على تدبّر أمورهم، فالمدينة التي سيطرت عليها قوات المعارضة السورية، من قوات النظام أولاً، وتنظيم الدولة آخِراً، تشهد كحالِ بقية أقرانها من المدن، قصفاً بشتى أنواع الأسلحة، مقاتلات الجو الروسية، أبرزها، علاوةً على ما تتعرض له من قصف بالمدفعية، وصواريخ (أرض - أرض)، التي تطلقها قوات النظام السوري، وميليشياته الطائفية عليها.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">كل ذلك، أعادَ المدينة إلى حقبةٍ زمنية لا تذكرها قبلاً، إذ لا ماء، ولا كهرباء، ولا حتى أدنى مقوماتِ العيش، ليجدَ سكانها ألا مخرج من ذلك، إلا إلقاء أنفسهم على معابر تركيا الحدودية، منتظرين أن يقدّم أحد ما يدَ العون لهم، أو يساندهم في القيام على أمورهم وحاجاتهم، أسوةً بأخوةٍ لهم في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، هرباً بأرواحهم وذويهم من الموت.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">تجولُت كاميرا «قاسيون»، في المدينة، لترصد حال من بقي فيها على قيد الحياة... وتلتقي بأحد المدنيين هناك.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">أبو أحمد، أحد أبناء المدينة، يبلغ من العمر خمسةً وأربعين عاماً، متزوجٌ وله من الأطفال أربعة، يقول: «ها هي ذي حال المدينة كما ترى، قصفٌ لقوات النظام السوري براجماتِ الصواريخ فجراً، وغاراتٍ لطيرانه المروحي ببراميل متفجرةٍ صباحاً، وطائراتُ سلاح الجو الروسي إبان ذلك، وصواريخ أرض - أرض) مساءً، وقنابلُ عنقودية... أي مصير ينتظرنا هنا؟ وإلى أي مكانٍ سنلجأ إليه، غيرَ رمي أنفسنا أمام معابر تركيا؟».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ثم يتابع فيقول: «كنا نأمل أن تستطيع مفاوضات «جنيف» أن تقدِّم للمدنيين شيئاً ملموساً، وقفَ إطلاقٍ للنار على أقل تقدير، لنرى أنها عجزت عن ذلك، وعجز الحل العسكري عن أن يفعل شيئاً».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وتشهد مدن وبلدات الريف الحلبي شمالاً، حال مدينة تل رفعت، نزوحاً وقصفاً، وانقطاعاً لسبل العيش، ما دفع أهلها إلى النزوح، وتشير إحصائياتٌ بالمقابل، إلى أن أكثر من 20 ألف مدني، متجمعون على بوابات العبور إلى تركيا، بينما يصرح رئيس الوزراء التركي «أحمد داوود أوغلو»، أن أكثر من 300 ألف مدني، متأهبون إلى مغادرة بلداتهم وقراهم إلى تركيا، لتعمد الأخيرة مؤخراً إلى إيواء نازحي تل القرى، بإنشاء مخيماتٍ إلى جانب معابرها الحدودية.</span></sup></p>