وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 19 نوفمبر - 2024
austin_tice

جنيف3: الخديعة الروسية

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>لم تجمد أو تعلّق المفاوضات السورية في جنيف. هي لم تبدأ في الأصل، لان المجتمع الدولي، أو بتعبير أدق، لان الأميركيين والروس حددوا لها توقيتاً خاطئاً واختاروا جدول أعمال خيالي، يلبي الرغبات المشتركة بين واشنطن وموسكو، لكنه يبدو أقرب إلى الخديعة للسوريين على اختلاف انتماءاتهم. </strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ثمة محاولة للتفاوض فشلت، لأنها كانت سابقة لأوانها. والأرجح أنها لن تتكرر في الموعد المضروب في 25 شباط فبراير الحالي أو في أي مستقبل قريب. لكنها ستظل الشاهد على أن الأمم المتحدة على الرغم من حيرتها بين الأميركيين والروس وعلى الرغم من تخبطها في التعامل مع الشأن السوري وانحيازها الملموس، هي الطرف الوحيد الراغب حالياً بالحل السياسي..نتيجة الاهتمام الخاص بالدور والجدوى.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>فشل المحاولة هو بلا شك خطوة إلى الوراء، حتى بمعايير التفاوض السورية نفسها التي سبق أن شهدت لقاءات مباشرة حول طاولة واحدة أو في قاعة واحدة لقاءات رسمية معلنة بين النظام وبين معارضيه، سواء في جنيف نفسها أو في غيرها من العواصم المعنية بالبحث عن حلول للازمة السورية.. فضلا عن انه انتقاص من مرجعية قرارات الأمم المتحدة لا سيما قرار مجلس الأمن الأخير الرقم 2254، الذي كان غطاء شرعياً لجنيف 3، فصار يمكن من الآن فصاعداً اعتباره لاغياً، أو على الأقل غير ذي شأن.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>لكن أهم ما في هذه الانتكاسة الحالية أنها تثبت مرة أخرى التواطوء الشديد بين الأميركيين والروس، الذي كان وسيبقى من أكبر عناوين الأزمة السورية وأدق عناصر استمرارها لسنوات خمس، مع أنه كان يمكن أن تنتهي في عامها الثاني أو الثالث إلى تسوية معقولة، تحول دون انحدار سوريا إلى هذا المستوى من العنف والإرهاب والتشدد. لكن السوريين على اختلافهم أساؤوا فهم ذلك التواطوء وتوصلوا في جنيف 3 خاصة الى الاستنتاج بان النصر العسكري ما زال حليفهم وما زال خيارهم الوحيد.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الانتكاسة الأخيرة لمساعي السلام تخفف العبء السياسي (والأخلاقي إذا جاز القول) عن الأميركيين والروس الذين بإمكانهم القول اليوم أنهم حاولوا جر السوريين إلى التفاوض ولم يفلحوا، وسعوا إلى إقناعهم بوقف النار وبعض إجراءات الثقة الإنسانية المتبادلة ولم يلقوا آذاناً صاغية من الجانبين. ولعل هذا هو جوهر جنيف 3، ومغزاه الوحيد حتى الآن، الذي لا يبدو مجافياً للواقع أو متعارضاً مع معطياته الميدانية الأخيرة.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وبهذا المعنى كان جنيف3 بمثابة مذكرة استدعاء للنظام الذي استعاد قوته وصلفه بفعل الحملة العسكرية الروسية الضارية، وكان بمثابة مذكرة جلب للمعارضة التي كانت الأرض ولا تزال تميد تحت إقدامها. لكن الجانبين أدركا أنهما باتا أبعد من أي وقت مضى&nbsp;&nbsp; عن التفاوض الذي يبدو بالنسبة إلى النظام تراجعاً، وعن الحل الذي يبدو بالنسبة إلى المعارضة استسلاما. وهكذا ظلا خارج القاعة العامة، يتسقطان أخبار الميدان التي لا توحي بان وقف النار ممكن على أي من خطوط التماس السورية.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>صحيح أن المعارضة، التي شعرت بالانكشاف والعزلة حتى عن أقرب حلفائها، القلائل أصلا،&nbsp; اتسمت بقدر كبير من الجرأة في رفضها الدخول إلى قاعة التفاوض، قبل أن يستجيب الطرف الآخر لمطالبها الإنسانية البسيطة، لكن المحصلة النهائية لتلك المحاولة خدمت مصلحة النظام وهي ستساهم في إطلاق يده وفي تحرير شركائه الروس من مسؤولية دفع الحملة العسكرية إلى حدود لم يسبق لها مثيل. </strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>لم يكن جنيف 3 مناسبة للتشكيك بالانتداب الروسي على سوريا، الذي صيغ بمعاهدة رسمية وقعت مع النظام في شهر آب أغسطس الماضي، لعله كان فرصة لإكساب ذلك الانتداب شرعية دولية إضافية، ولمنح الخيار العسكري والسياسي الروسي مهلة جديدة لإنهاء الأزمة السورية من دون الرهان على تسوية تخرج من قاعات التفاوض المقفلة.&nbsp;&nbsp;&nbsp; </strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>ساطع نور الدين: المدن</strong></span></sup></span></p>