وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 23 ديسمبر - 2024

الكشف عن الإستراتيجية التي تتبعها "هيئة تحرير الشام" في حملتها الأمنية ضد أعدائها

قاسيون – رصد
كشف الباحث في شؤون الجماعات الجهادية والدينية في مركز "جسور" للدراسات "عرابي عبدالحي عرابي" عن الإستراتيجية التي تتبعها "هيئة تحرير الشام" في حملتها الأمنية ضد تنظيم "حُرَّاس الدين" الذي ينتشر في بعض الأجزاء من محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وفي سلسلة تغريدات على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، ذكر "عرابي" أن "تحرير الشام" تعتمد في الحملة الأمنية ضد "حُرَّاس الدين" على إستراتيجية متكاملة، كانت قد رسختها في وقت سابق، في تفكيك عدد من الفصائل.
ولفت الباحث حسب موقع نداء سوريا المعارض إلى أن الهيئة بدأت حملتها الأمنية ضد تنظيم "حُرَّاس الدين" في 25 من شهر تموز/ يوليو الماضي، وذكر أنها اعتقلت عدداً من القياديين، بينهم "أبو يحيى الجزراوي"، و"أبو عمر منهج"، و"فضل الله الليبي".
ويرى "عرابي" أن قيادة الهيئة تقتنص الفرصة الحاليّة "لتفكيك التنظيم أو إخضاعه لرؤيتها بصورة مطلقة، حيث دخل الفصيل حالةً من الكمون والتخفّي إثر تصاعد عمليات التحالف ضده، فاضطرت قياداته للانتشار في جسر الشغور والبلدات المحيطة بها القريبة من تلال الكبانة غربي إدلب، إضافةً لبعض مناطق الحدود".
وفي سرده للآلية التي تتبعها الهيئة في حملاتها، يقول "عرابي": "عادةً ما يسبق الحملة الأمنيّة لتفكيك الفصيل صدور قرار بتعيين أمنيّ يتولّى المهمّة في نطاق جغرافي معيّن، وهو ما يجري الآن بتعيين عبدالقادر طحّان المكنّى بـ"أبو بلال قدس" مسؤولاً أمنياً عن منطقة جسر الشغور وما حولها، وتبتدئ الحملة باعتقال عناصر من مجموعات هامشية في الفصيل، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة التحقيق بالسؤال عن أماكن القيادات والأسلحة التي تمتلكها المجموعات الصغيرة، ومن ثَمَّ تنتقلُ الحملة للقبض على قيادات مقربة من الصف الثاني، وهكذا يتمّ التفاوض على الحرية مقابل معلومات حول الأماكن التي يتخفّى فيها قيادات الصف الأول".
ويشير الباحث إلى أن "تسريب معلومة عن مكان محتمَل تكفي محققي الهيئة، حيث يستكمل الأمنيون مهمّة التمشيط في المنطقة المذكورة"، كما شدد على وجود عدد من الشرعيين في الهيئة لتبرير الحملات، كمسؤول لجنة المتابعة العليا في تحرير الشام "مظهر لويس"، والشرعي "أبو الحارث المصري"، والقاضي "عزام الجزراوي"، ونائبه "حيدرة قاسم"، على الرغم من أن الأخير كان شرعياً سابقاً في تنظيم الدولة.
وبذات السياق، يؤكد "عرابي" وجود عدة سجون مخصصة من قِبَل "تحرير الشام" لإيداع القيادات الجهادية والشخصيات التي تهدد أنشطتها داخلها، ومنها سجن "حارم"، وسجن "الزنبقي" في بلدة "دركوش" غرب إدلب، وسجن "سرمدا" الأمني، وسجن "البادية" الواقع في مدينة إدلب، فضلاً عن عدة سجون سرية أخرى.
وخلص الباحث إلى أن "تحرير الشام" تسعى للضغط على "تنظيم الحُرَّاس بهدف بثّ الفُرقة الداخلية فيه وتعزيز النزاعات التي تؤدي لانفراط عقده، بالتوازي مع إرسالها رسائل حول التفاوض المباشر لوضع التنظيم تحت وصايتها أو الالتزام برؤيتها، إيفاءً بتعهّداتها واستعداداً للمرحلة القادمة".
جدير بالذكر أن "تحرير الشام" بدأت بالتضييق على تنظيم "حُرَّاس الدين" منذ أشهر، وشنت خلال الفترة الماضية عدة حملات عسكرية استهدفت بشكل رئيسي مواقعه في بلدة "عرب سعيد" غرب إدلب، تزامن ذلك مع اعتقالها لعدة شخصيات قيادية في التنظيم، كان آخرهم القيادي سعودي الجنسية "أبو عبدالرحمن المكي".

//