ألمانيا: ثلث اللاجئين يعانون من اضطرابات نفسية

وكالات - يعاني آلاف اللاجئين في ألمانيا من اضطرابات نفسية، ورغم وجود بعض الجمعيات والمراكز التي تقدم الدعم في هذا المجال، إلا أن خبراء يرون أن ما يتم تقديمه "أقل من المطلوب"، فما هي مكامن النقص؟
في العام الماضي ساعدت الشبكة، أكثر من 2500 لاجئاً على تجاوز المشاكل النفسية التي كانوا يعانون منها، في حين بلغ عدد اللاجئين الذين استفادوا من خدمات الشبكة في عام 2017 حوالي 1500 شخصاً، بينما لم تكن أعدادهم تتجاوز الألف في عام 2016.
ثلث اللاجئين يعانون من مشاكل نفسية
ويزداد عدد اللاجئين الذين يعانون من اضطرابات نفسية في ألمانيا، فبحسب الرابطة الاتحادية للمراكز النفسية والاجتماعية للاجئين وضحايا التعذيب فإن نسبتهم تصل ما بين 30% إلى 40% من مجموع عدد اللاجئين في البلاد.
ويحذّر الطبيب النفسي عامر المصري، الذي يعمل في برلين، من أن عدد اللاجئين الذين قد تكون حالاتهم النفسية مؤهلة لكي تتطور إلى "متلازمة ما بعد الصدمة" قد يفوق النسبة التي ذكرتها الرابطة.
ويضيف المصري لمهاجر نيوز: "لكنني أعتقد أن الذين تنطبق عليهم المعايير الكاملة لمتلازمة ما بعد الصدمة أقل من ذلك"، مشيراً إلى أن غالبية المشاكل النفسية التي يعاني منها اللاجئون لا تحتاج إلى معالجة نفسية متخصصة، بل إلى دعم ومساعدة نفسية.
ورغم وجود بعض الجمعيات والمراكز التي تعمل على تقديم الدعم النفسي للاجئين، إلا أن المصري يرى أن المساعدة التي يحصل عليها اللاجئون في هذا المجال "أقل بكثير من المطلوب".
قلة المختصين الذين يتحدثون العربية
إحدى المشكلات الأساسية، كما يقول الخبير النفسي، هي عدم وجود كوادر نفسية متخصصة تتحدث اللغة العربية، في وقت لايزال فيه اللاجئون يعانون من مشكلة تعلم اللغة الألمانية. ويتابع: "قلة الكوادر المختصة هي مشكلة أخرى، فعلى الرغم من أن بعض المراكز تخصص للاجئين عدة ساعات للدعم النفسي، إلا أنها لا تقدم المعالجة النفسية التخصصية".
الصحة النفسية تؤثر على الاندماج
وتؤكد لوس على ضرورة مساعدة اللاجئين نفسياً من أجل العمل على اندماجهم في المجتمع، وتضيف: "الصحة النفسية عامل رئيسي في الاندماج"، مشيرة إلى أن اللاجئين الذين عاشوا تجارب مؤلمة يواجهون صعوبة في التركيز على تعلم اللغة أو إيجاد فرص عمل.
ويتفق معها الطبيب النفسي عامر المصري الذي يحذر من أن إهمال الحالة النفسية للاجئ قد تجعله يفقد الإرادة على الاندماج ويستسلم في "منتصف الطريق"، ويتابع: "هناك لاجئون كثيرون مضى على وجودهم ثلاث أو أربع سنوات ورغم أنهم كانوا في الطريق الصحيح إلا أنهم يقولون: لم أعد استطيع".
ويشكل تشديد قوانين اللجوء، بحسب المصري، عاملاً آخر قد يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية لطالبي اللجوء واللاجئين.
فقانون العودة المنظمة الذي أقرته الحكومة الألمانية مؤخراً يثير انتقادات واسعة من قبل المنظمات الإنسانية، وتنتقده شبكة مساعدة اللاجئين الذين يعانون من صدمات نفسية في ولاية ساكسونيا السفلى أيضاً. وتخشى مديرة الشبكة من أن يزيد القانون الجديد من معاناة طالبي اللجوء.
من جانبه يؤكد المصري على ضرورة أن تقوم ألمانيا بتأهيل اللاجئين الذين لديهم خبرة في مجال العلاج النفسي ليساعدوا في تخفيف معاناة أقرانهم.
وينصح الخبير النفسي اللاجئين بالاستفادة من المبادرات الموجودة وعدم إهمال حالتهم النفسية أو تأجيل المعالجة لأي سبب كان.
المصدر: وكالات