وكالة قاسيون للأنباء
  • السبت, 16 نوفمبر - 2024
austin_tice

رحيل يوسف الزعين… آخر «الأطباء الثلاثة» في سورية المريضة

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong style="line-height:1.6em">يوسف الزعين، آخر &laquo;الأطباء الثلاثة&raquo; الذين حكموا دمشق عندما كانت &laquo;سورية مريضة&raquo;، توفي أول من أمس في استوكهولم بعدما رأى بلده تعاني المرض العضال. رحل بعدما عايش مئات الآلاف من أبناء جلدته &laquo;قوارب الموت&raquo; إلى السويد وأوروبا هرباً من &laquo;البراميل المتفجرة&raquo; والسكاكين.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وبعد نكسة ١٩٦٧، كان في دمشق &laquo;ثلاثة دكاترة أطباء&raquo;، هم الرئيس نور الدين الأتاسي ورئيس الوزراء يوسف الزعين ووزير الخارجية إبراهيم ماخوس، ظهر صراع داخل قيادة &laquo;البعث&raquo; الحاكم بين الأمين العام المساعد صلاح جديد والرئيس الأتاسي وماخوس من جهة واللواء حافظ الأسد الذي كان وزيراً للدفاع من جهة أخرى، إلى أن حسم الأخير الصراع في &laquo;الحركة التصحيحية&raquo; في 17 تشرين الثاني (نوفمبر) 1970. وأودع الأسد &laquo;رفاق&raquo; الأمس باستثناء ماخوس الذي فر إلى الجزائر بينما تأخر اعتقال الزعين إلى العام ١٩٧١. لكنهم جميعاً &laquo;الرفاق&raquo; خرجوا من السجن بعد عقود وسنوات طويلة&hellip; ومرض عضال قضى عليهم الواحد تلو الآخر.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>رحل الزعين (مواليد ١٩٣١) الذي انضم إلى &laquo;البعث&raquo; في ١٩٥٧، بعدما انهارت جميع أحلامه. البوكمال، مسقط رأسه التي أرادها شعلة للطبقة الكادحة تحت سيطرة &laquo;داعش&raquo;. والبوكمال التي أرادها جزءاً من &laquo;بلاد العرب&raquo;، جزء من &laquo;ولاية الفرات&raquo; التي أعلنها &laquo;داعش&raquo; على جانبي الحدود السورية &ndash; العراقية.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>أزيلت حدود سايكس &ndash; بيكو كما كان يطمح الزعين، لكن ليس في إطار &laquo;الرسالة الخالدة&raquo; لحزب &laquo;البعث&raquo; لتحقيق &laquo;الأمة العربية الواحدة&raquo; وليس بأوامر من &laquo;الأستاذ&raquo; ميشال عفلق، بل بأوامر &laquo;الخليفة&raquo; أبو بكر البغدادي. أيضاً، تحققت أهداف الزعين في إنهاء &laquo;الدولة الوطنية&raquo;، لكن ليس لإقامة &laquo;الوطن العربي&raquo; بل في إطار قيام الإمارات والطوائف.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الزعين، كان الأقل حظاً بين رفاقه، في أنه عاش أكثر منهم. &laquo;الدكتور&raquo; ماخوس الذي قال بعد احتلال إسرائيل الجولان في 1967 أنه &laquo;ليس مهماً أن نخسر المدن لأن العدو هدفه القضاء على الثورة&raquo; في إشارة إلى &laquo;ثورة&raquo; آذار (مارس) التي أوصلت &laquo;البعث&raquo; إلى الحكم، سبق الزعين إلى الموت من الجزائر في أيلول (ٍسبتمبر) ٢٠١٣.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>وها هو الزعين بقي إلى أن وجد الجغرافيا السورية البالغة ١٨٥ ألف كيلومتر مربع، منقسمة بين ١٨ في المئة تحت سيطرة الحكومة و١٦ في المئة تحت سيطرة &laquo;وحدات حماية الشعب&raquo; الكردي الذي &laquo;يصححون&raquo; عملياً &laquo;سياسات التعريب&raquo; التي يعرفها جيداً. ويقبض عناصر &laquo;داعش&raquo; على نصف المساحة فيما يسيطر &laquo;جيش الفتح&raquo; الذي يضم سبع فصائل إسلامية بينها &laquo;جبهة النصرة&raquo; على &laquo;إدلب الخضراء&raquo;.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>الأراضي الزراعية في الجزيرة السورية، التي عمل عندما كان وزيراً للزراعة على إعطائها إلى &laquo;الفلاحين المعدمين&raquo; بعد تسلم &laquo;البعث&raquo;، باتت في أيدي المزارعين فعلاً، الذين ثاروا على سنوات الانفتاح الاقتصادي في سورية، لكن مخازن الحبوب يتقاسمها الأكراد و &laquo;داعش&raquo;، كما هي الحال مع آبار النفط.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>محمد علي الأتاسي، نجل الرئيس الراحل، نشر أمس على صفحته في &laquo;فايسبوك&raquo; رسالة الزعين إلى الرئيس الأتاسي (الذي أمضى ٢٢ سنة في السجن نصفها مع الزعين) يقول فيها: &laquo;بإمكاننا جعل بناء سد الفرات أكبر تظاهرة اشتراكية في الوطن العربي حيث العمل في النهار والثقافة في الليل لمخيمات لعمالنا الأميين الجهلة (&hellip;) أثر العمل سيكون تظاهرة جذرية للوحدة مع العراق لن تقف أي قوة في الأرض على فصمها&raquo;.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>بالفعل، أول ما فعل &laquo;رئيس الوزراء الدكتور&raquo; الزعين، أنه وقع اتفاق إقامة السد مع الاتحاد السوفياتي. تحقق &laquo;حلمه&raquo;. لكن قبل أن يرحل الزعين، عرف أن &laquo;داعش&raquo; بات يسيطر على السد التاريخي وسط أنباء عن دفع دمشق رواتب الموظفين لتوليد الكهرباء.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>أما روسيا، وريثة الاتحاد السوفياتي، رآها الزعين قبل أن يغمض عينه ويتوقف قلبه، تحتكر السماء السورية.</strong></span></sup></span></p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;">&nbsp;</p> <p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#000000"><sup><span style="font-size:18px"><strong>إبراهيم حميدي: الحياة</strong></span></sup></span></p>