في اليوم العالمي للاختفاء القسري... أين عبدالعزيز الخيّر ومعتوق وجهاد وكورديللو...؟
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><strong>تفيدة أبو عون (قاسيون) -</strong><span style="color:rgb(0, 0, 0); font-size:18px"> مرَّ 30 آب، اليوم العالمي ضد الاختفاء القسري، على السوريين، مثل أيّ يوم من أيام السنة، مرّ دون أن يضموا أصواتهم إلى كل الهيئات والمنظمات العالمية، مثلهم- مثل- كل عائلات المختطفين في بلدان العالم كافة، نسوا- أو تناسوا- التذكير بقضية هؤلاء، والتضامن مع عائلاتهم، والمطالبة بكشف مصيرهم، أمثال: (الدكتور عبدالعزيز الخيّر، المحامي خليل معتوق، الصحفي والكاتب جهاد أسعد محمد، الفنان زكي كورديللو ونجله مهيار، الفنانة سمر كوكش، الكاتب حسين عيسو، الصحفي ماهر ذيب، إسماعيل حمودي، عادل برازي، سامر إدريس، بهزاد دورسن... وغيرهم الكثير) لكن السؤال المطروح: أين هم؟!.</span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">في هذا اليوم لم يحن للسوريين، رفع أصواتهم عاليّاً مع أمهات وعائلات وأبناء المفقودين، لم تشهد الساحات والمحاكم جلسات لمحاكمة الجلادين، والأزقة الضيقة لم تعش المظاهرات «الطيّارة» من أجل الغناء لهم، ومعرفة حقيقة أماكن اعتقالهم القسري. هو يوم للمطالبة بكشف مصير كل المفقودين، قد يكون يوماً معتبرا في جميع أنحاء المعمورة باستثناء سورية، في ظل نظام استبدادي ودولة أمنية بجدارة، لأن الاختطاف جريمة ضد الإنسانية، جريمة متمادية لا تعرف التقادم، وستظل آثارها تطال عائلات المختطفين والمجتمع بشكل عام.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">إن الإعلان العالمي لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، الذي تبنته الأمم المتحدة تاريخ 1811992، لا مكان له عند الأجهزة الأمنية وفروعها التي اعتقلت الآلاف من السوريين المحتجين، وما زال مصيرهم مجهولاً، ولا يعرف مكان احتجازهم، أو أحياء؛ أو أموات قتلاً تحت التعذيب، نعم لا مكان لهذا الإعلان رغم تأكيده «أن كل عمل من أعمال الاختفاء القسري، جريمة ضد الكرامة الإنسانية وانتهاكاً لحقوق الإنسان، والحريات الأساسية التي وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">إعلانٌ لا مكان لمادته الثانية في قواميس الأنظمة العربية، التي تقول: «ولا يجوز لأيّة دولة أن تمارس أعمال الاختفاء القسري؛ أو أن تسمح به أو تتغاضى عنه».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">أيها السوريون الشرفاء، أيتها المنظمات الدولية، 30 آب هو يوم للمطالبة بكشف مصير أبنائنا، وحث النظام السوري، أن على من يصدق على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، تطبيقها على أقل تقدير، أو التحقيق بكل عمليات الاختطاف؛ وكشف مصير المختطفين.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">إن على المجتمع الدولي، إيلاء الاهتمام بهذه القضية بشكلٍ جديّ، لأن الكشف عن مصير المفقودين، ستفتح الأبواب على مصراعيها على معظم الانتهاكات التي اتخذت وارتكبت بحق الشعب السوري «هذا إن كان المجتمع الدولي جادٍ»، لذلك من الضرورة البحث عن المفقودين، ومحاكمة مجرميّ الاختطاف، لأن قضية المفقودين لم تعد قضية عائلاتهم وأبنائهم، بل أضحت قضية حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، والإنصاف ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وصيانة الحريات الديمقراطية.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">في اليوم العالمي ضد الاختفاء القسري، ننحني أمام أمّات الذين قضوا تحت التعذيب في السجون، من هنا المطالبة بكشف مصير المفقودين لم تعد مختصرة على هذا اليوم فقط، وإنما يجب أن تكون يومية وصولا لوضع حدٍ لهذا الملف المخزي بحق البشرية، ووصمة عار للمنادين بحقوق الإنسان، لقد أشارت منظمة العفو الدولية في تقريرها إلى أنّ السلطات تلجأ من أجل إسكات معارض «سواءً كان ناشطًا أو صحفيًّا أو أخصائيًّا في قطاع الصحّة أو حقوقيًّا إلى اختطافه من بيته، أو اعتراض طريقه؛ ليختفي في ثقب أسود حقيقيّ».</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">إن كانت منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان، تؤكد أنّ الاختفاء القسري، يعدّ جريمة بموجب التشريع الدولي، ويصل حدّ اعتباره جريمة ضدّ الإنسانية، فإن النظام السوري بأجهزته ارتكب هذا الجرم عن سابق الإصرار والتصميم!!.</span></span></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><span style="color:#000000"><span style="font-size:18px">فهل من ضغوط جدية وحقيقة من أجل الكشف عن مصير جميع المفقودين، وقطع الشك باليقين عن مصيرهم؟!!.</span></span></p>