بائع الأواني وداعشية نظام الأسد
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">محمد جواد (قاسيون) - «شظية من صاروخ أطلقته قوات النظام سقط بجواره، أطاحت برأسه»، هذا مختصر قصة بائع «الأواني» في مدينة دوما مع نظام بشار الأسد، الذي لا يفتأ يتحدث لداعميه، وللدول الغربية عن محاربته لـ«إرهابيين» يقطعون الرؤوس بالسكاكين، مفاضلة باتت تفرض على الشعب السوري، وعليه أن يختار الموت بحد سكين داعش أو بصواريخ ترسلها إيران ورسيا لقمع ثورته «اليتيمة»<span dir="LTR">.</span></span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">يقتل في اليوم الواحد عشرات السوريين، على يد قوات النظام، التي تصب حممه من الجو عبر الطائرات تارة، وترسلها عبر الصواريخ والمدفعية الثقيلة تارة أخرى، لتجعلهم أشلاء يصعب جمعها؛ لا تستثني الرأس أو الأطراف أو حتى العيون، يحدث هذا يومياً في حلب وإدلب ودرعا وريف العاصمة، وفي ذات الوقت هناك رقاب سورية، تنتظر حكماً من أحد قادة تنظيم «داعش» ليحدد مصيرها، فيجر أصحابها إلى ساحات عامة، لتهرق دمائهم بتهمٍ تختلف من شخص لآخر.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">أكد «حازم الشامي» مراسل «قاسيون» مقتل الشاب في مكان عمله على «بسطة» لبيع الأواني بمدينة دوما، بقوله: « توقف القصف وبعد لحظات سارع الشاب للجلوس قرب بضاعته لتأمين لقمة عيشه، في وقت كانت قوات النظام تقصف المدينة براجمات الصواريخ، ليسقط صاروخ بالقرب منه، فطالته شظية من الصاروخ، فاقتلعت رأسه من بين كتفيه وتركته جالسا على مقعده».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الناشط «براء عبد الرحمن» - أحد نشطاء الغوطة الشرقية- نشر صورة «بائع الأواني» على حسابه في موقع الـ«فيس بوك» يوم أمس، وكتب معلقاً: «حاطط رجل ع رجل، وعم يستبب ويترزق ع البسطة، اجت قذيقة بالطابق الي فوقه قطعت رأسه وقتلت ثلاثة مدنيين وطفلة وإمرأة».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وأضاف الناشط الميداني «دوما منذ لحظات، وما زالت المأساة مستمرة<span dir="LTR">.</span>..في بلدي لم يعد للحياة مكان».</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">ومن جهتها، وثقت «شبكة مراسلي ريف دمشق» أسماء ثلاثة وعشرين سوريّا قضوا، يوم الأربعاء، بقصف لقوات النظام على مناطق في دمشق وريفها بينهم سبعة أطفال قتلوا في مدنيتي دوما ومضايا<span dir="LTR">.</span></span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">الرجل «بائع الأواني»، قصة أحد السوريين الذين ذهبوا ضحية حرب النظام على الشعب، وهناك آلاف القصص المشابهة، وليس بأقل ألماً لسوريين، كقصة الشاب «محمد ريان»، الذي حضر جنازته، بسبب اعتقاد أهله بموته الحتمي بعد 36 ساعة من استهداف طائرات النظام السوق المكتظ في مدينة دوما قرب العاصمة دمشق، في 16 آب/ أغسطس الجاري، حين ارتكب مجزرة راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل ونحو 300 جريح.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">وكثف النظام، قصفه الجويّ والصاروخيّ على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، لاسيما مدينة دوما كبرى مدن الغوطة، بعيد فشل المفاوضات بين الوفد الإيراني؛ وحركة أحرار الشام الإسلامية، بشأن مدية الزبداني، وانهيار الهدنة المؤقتة قبل أسبوعين، فقصفت طائراته كل مدن وبلدات الغوطة، ولم يغادر أحدها إلا وارتكب فيها مجزرة، أوقعت قتلى وجرحى.</span></sup></p>
<p dir="RTL" style="text-align:justify"><sup><span style="font-size:18px">السوريون فقدوا الثقة بما يصطلح تسميته «المجتمع الدولي» وغيره من المسميات، تبدأ من «العالم العربي» ولا تنتهي بمجموعة «دول أصدقاء سوريا»، فهم يرون لون دم السوريين واحد، سواء سفك بسكاكين تنظيم داعش الإرهابي؛ أو بصواريخ قوات النظام، في حين لا يسعفهم لا قريب؛ ولا بعيد في الخلاص، وكسر نير الظلم حول رقابهم، التي قد تقطع بأيّة لحظة كما حدث لـ «بائع الأواني الدوماني» الذي يحتاج لألف فنان ولوحة يصور مأساته.</span></sup></p>