في العام 2011 ، وفي أعقاب قيام الثورة السورية ، ظهرت بثينة شعبان ، المستشارة السياسية والإعلامية عند بشار الأسد ، لتعلن بنفسها عن زيادة كبيرة على الرواتب وأجور الموظفين في الدولة .. فخرجت المظاهرات في اليوم التالي ، تصدح : "يا بثينة ويا شعبان .. الشعب السوري مو جوعان" ، في إشارة إلى أن السوريين لم يثوروا لمعدتهم ، وإنما لكرامتهم وحريتهم ..
وقبل عدة أيام ظهرت بثينة شعبان على قناة الميادين اللبنانية ، لتقول بأن الأوضاع الاقتصادية حاليا ، هي أحسن بخمسين مرة عما كانت عليه في العام 2011 ، وبشهادة زملائها من الوزراء في الحكومة ، الذين قالوا لها هذا الكلام .. فتعرضت شعبان لهجوم كاسح على وسائل التواصل الاجتماعي ، وخرج بعض الوزراء لينفوا إن كانوا قد قالوا لها هذا الكلام ..
الجديد في الموضوع ، أن شعبان تطلق هذه التصريحات ، بينما الشعب السوري يعيش أسوأ المراحل من حيث الظروف الاقتصادية الصعبة ، والتي لا يمكن مقارنتها على الإطلاق بأي مرحلة من تاريخ سوريا المعاصر ، بما فيها فترة الثمانينيات الاقتصادية ، والتي عانى فيها الشعب السوري من الحصار والحرمان ، إلا أن الفترة الحالية ، وبشهادة جميع المحللين ، هي الأصعب على الإطلاق منذ أكثر من 100 عام على الأقل .. فكيف تسنى لـ "شعبان" أن تطلق هذه التصريحات دون أن يؤلمها ضميرها ، والليرة السورية تنهار إلى مستوى تاريخي غير مسبوق ، والأسعار تلتهب في الأسواق ، بينما مستوى الدخل بالكاد يكفي الأسرة ، يومين ، بالمقارنات مع الحاجيات الفعلية ..؟
مما لا شك فيه ، وكما علق الكثير من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي ، فإن شعبان ربما تقيس الأمر على نفسها ، وعلى اقتصاد العصابة الحاكمة ، فهي ضاعفت من أموالها وإيراداتها ، بمقدار الخمسين مرة عما كانت عليه في العام 2011 ، وعلى حساب تجويع الشعب السوري ، وتدمير كل مقومات نهوضه من جديد ..
نقولها أخير ، "يا بثينة يا شعبان .. الشعب السوري عن جد جوعان هذه المرة " .. ونخبرك أن الناس في الداخل ، لم تعد الحرية والكرامة تشكل أبرز أولوياتها ، بل تأمين لقمة العيش لأطفالها ، وحتى قبل الشعور بالأمان ..
فشكرا لك .. وشكرا لرئيس العصابة الحاكمة في دمشق .. لقد نجحتم في إيصال الشعب السوري إلى حافة الجوع ، سيما وأنكم تعلمون ، أنه ما من شعب قادر على الثورة وهو جوعان .. لكن نعلمكم أن هناك شعب في سوريا ، لايزال يريد كرامة وحرية ، وهو سوف يظل يقاومكم حتى تتحقق جميع أهدافه .. ولن تنجحوا في تجويعه ..
قاسيون