بشار الأسد .. الولد

يقال إنه كل من أطلق على بشار الأسد من المسؤولين ، بأنه ولد ، منذ العام 1994 وإلى ما قبل توليه السلطة ، تم الانتقام منه وعزله من منصبه ، ومن ثم التضييق عليه ، ودفعه للانتحار أو نحره .. 

وحتى بعد أن تولى السلطة في العام 2000 ، حاول بشار الأسد الانتقام من المسؤولين الكبار ، مما تناهى إلى سمعه أنه كان قد أطلق عليه صفة الولد .. 

لقد عذبت بشار كثيرا ، فكرة أنه ولد ، وهو لا يزال يعاني من تبعاتها .. حيث أنه رغم كل ما فعله بالشعب السوري من إجرام وقتل وتشريد ، إلا أن أحدا لا يهابه إلى يومنا هذا .. بعكس والده الذي ارتكب أقل من عشرة بالمئة من إجرامه ، ومع ذلك كان الشعب والمسؤولين يهابونه ، بمجرد ذكر اسمه .

وهذا يدل على أن الهيبة ، لا يصنعها البطش والإجرام ، وإنما هي كاريزما تولد مع الإنسان بنسبة 50 بالمئة ، والباقي يكتسبها من خلال تجاربه في الحياة ..

ومما يروى عن المسؤولين الذين بطش بهم بشار الأسد ، لسبب أنهم نعتوه بالولد ، قصة رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي ، الذي قال أمام علي دوبا رئيس المخابرات العسكرية  ، خلال تواجدهم معا في مسبح الميريديان ، عن بشار الأسد بأنه ولد .. فما كان من هذا الأخير ، إلى أن أوصل العبارة لبشار ، فانتقم من محمود الزعبي شر انتقام ودفعه للإنتحار ، بحسب الرواية الرسمية ..

وكما هو معروف ، أن محمود الزعبي الذي تولى رئاسة الوزراء في العام 1988 ، كان يتلقى أوامره من باسل الأسد ، الذي لقي حتفه على طريق المطار في حادث سيارة في العام 1994 ، وكان باسل ، بحسب ما قيل ، يوفر الاحترام والتقدير المطلوبين ، لرئيس الوزراء ، ولا يحاول النيل من كرامته .. أما بشار الأسد ، ولدى تسلمه نفس الموقع في العام 1997 ، حاول أن يحط كثيرا من كرامة محمود الزعبي ، وأخذ يتعامل معه وكأنه من بقايا تركة والده .. وهو ما دفع الزعبي لوصفه بالولد ، بعد أن ضاق ذرعا من تصرفاته  .. 

ثم عندما وصلت هذه العبارة إلى بشار ، جرى تلفيق تهمة طائرات الإيرباص لمحمود الزعبي ، وبأنه سرق عشرات ملايين الدولارات ، وجرى عزله على إثرها ، ودفعه للانتحار ، ليتبين لاحقا ، أن القصة كلها تلفيق ، للتخلص من رئيس الوزراء .

ونفس الشيء حدث مع حكمت الشهابي وعبد الحليم خدام ، وغازي كنعان ، فهؤلاء جرى الانتقام منهم بعدما وصفوا بشار الأسد بأنه ولد .. أما الرئيس المصري حسني مبارك ، الذي كان ينادي بشار الأسد ، بـ " يابني" ، فقد كان يكرهه كثيرا ، وروي عنه ، أي بشار ، أنه كان يخرج من لقاء مبارك غاضبا ، وهو يتمتم " حل عني ياه .. شو هي يابني" ..

بشار الأسد لا يزال إلى يومنا هذا يعاني من لقب الولد ، الذي هو معادل للقب الأهبل .. لكن ماذا يفعل الآخرون ، إذا لم يستطيعوا أن يروا فيه رجلا  حتى الآن .. ؟! 

قاسيون ـ خاص