قاسيون ـ خاص
سجل سعر صرف الدولار اليوم مبلغ قريبا من 1000 ليرة في عدد من المناطق السورية ، وسط هلع كبير في الأسواق ، وصمت مطبق من قبل الحكومة المصرف المركزي ، الذي أصدر تقريره الأسبوعي بالأمس ، وتحدث فيه عن العصافير التي لاتزال تزقزق ، وبأن الليرة السورية حافظت على مستواها أمام الدولار عند 438 ليرة ، لكنها انخفضت قليلا أمام اليورو إلى 482 .
وفي المقابل أعلن المصرف المركزي ، سلسلة المواد الغذائية التي لايزال يمول استيرادها ، والتي تصدرتها مادة المتة ، بينما خلت قائمته من الكثير من المواد الغذائية الأساسية ، التي يحتاجها المواطن لمعيشته اليومية .
الكثيرون توجهوا لـ "حسن كبور" بالتهنئة ، المستورد الوحيد للمتة إلى سوريا ، لأن الأموال والدولارات سوف تظل تتدفق على جيبه ، بينما أبناء الساحل لن يشعروا بالقلق على ارتفاع أسعارها ، فهو أكثر ما يعنيهم من كل المصائب التي تمر على سوريا .
أما الصحافة الموالية للنظام ، فقد تناقلت تسريبات لأحد أعضاء مجلس الشعب وهو يشتم الحكومة بأقذع العبارات ويستنجد ببشار الأسد كي يخلصه منها ، كونها حسب قوله ، منذ جاءت في العام 2016 ، لم تجلب معها سوى المصائب ، متناسيا هذا العضو بأن من عين الحكومة ورئيسها هو بشار الأسد ، وأنه هو ذاته من يزودها بالقرارات التي عليها أن تصدرها ، بما فيها الصمت حيال ارتفاع سعر صرف الدولار .
بكل الأحوال ، الكثيرون يتساءلون اليوم عن مستقبل الليرة السورية ، بعد هذا الانهيار المتسارع لقيمتها ، والذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في الأسواق ، ما دفع أصحاب المحال التجارية لإغلاق محالهم على الرغم من التهديدات الأمنية بكسرها وفتحها بالقوة .
مستقبل الليرة السورية باختصار ، هو المزيد من الانهيار ، ورقم الألف ليرة مقابل الدولار ، لم يعد بعيدا عنها ، وقد تصله غدا أو بعد غد ، وبعدها لن يعود للحديث عن انهيار سعر صرف الليرة أي قيمة .. لأنها سوف تتحول إلى أوراق لا قيمة لها ، أو بالأحرى ، تكلفة طباعتها أكبر من قيمتها ..
يقول مقربون من النظام ، إن المصرف المركزي خالي من الدولار ومن أي عملة صعبة ، وأن القصر الجمهوري قام قبل عدة أشهر بسحب جميع العملات الأجنبية من المصرف ، بدعوى أنه يريد المحافظة على ما تبقى من دولار لتمويل مستوردات النفط والقمح على وجه الخصوص ، بينما تقول الأخبار بأن التمويل هو لآلة القتل فقط ، ولشبيحته وأجهزة مخابراته ، الذين ما عادوا يقبلون بالليرة السورية ، ثمنا للمهام القذرة التي يؤدونها ، وإنما يريدون الحساب بالدولار ..
وإن صحت هذه الأخبار ، فهذا يعني أن على الليرة السورية السلام .. وأن النظام قرر القضاء عليها بالكامل مثلما قضى على سوريا وعلى الشعب السوري ، وعلى أي أمل بالعودة إلى البلد وإعادة بنائها من جديد ..
أما آخر التوقعات عن وضع الليرة السورية ، فهي ما كتبه أحد الوزراء السابقين في الحكومة ، بأنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه ، فإن الدولار مرشح للوصول إلى عشرة آلاف ليرة خلال العام القادم .. موجها التحية إلى إيران ، لأنها هي الآن من تدير اقتصاد النظام ، و"تومانها" بـ 13 ألف مقابل الدولار .. فهل الليرة السورية أحسن حالا من "التومان" ..؟