غداة انطلاق اجتماعات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتي من المفترض أن تستمر ليوم الجمعة القادم، وتبحث تقارير تتهم النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي، خرجت روسيا لتتهم "هيئة تحرير الشام" ( جبهة النصرة سابقا) ومنظمة الدفاع المدني السوري بالتخطيط لهجمات بتلك الأسلحة في محافظة إدلب.
وخلال الاجتماع الأول أمس الاثنين، دافع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فيرناندو أرياس في خطاب له، عن تقرير للمنظمة بشأن شن النظام السوري هجوما بالسلاح الكيماوي في مدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وقال المدير العام، إنه متمسك بنتائج التقرير الذي يؤكد استخدام الكلورين في دوما خلال نيسان / أبريل العام 2018، ما أدى حينها لمقتل 40 شخصا.
وأضاف: "من الطبيعي في كل تحقيق معمق يقوم به أعضاء فريق أن يعبروا عن وجهات نظر ذاتية، وجهات النظر المختلفة هذه ما زالت تروج في بعض فضاءات النقاش العام، لكني أؤكد مجددا تمسكي بالنتائج المستقلة والمهنية للتحقيق".
وعبر كل من سفراء فرنسا المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية لدى المنظمة، عن "دعمهم وثقتهم التامة في نتائج هذا التقرير"، في حين علقت روسيا حليفة النظام السوري على الأمر قائلة، إن التقرير حول الهجوم المفترض على دوما "يحرف الواقع" ويعكس "انقساما" داخل المنظمة.
ورغم اعتراض النظام وحلفائه، لكن غالبية ال 193 دولة الأعضاء في المنظمة صوتوا في حزيران/ يونيو 2018 لصالح تعزيز سلطات منظمة حظر الاسلحة، مع تمكينها من تحديد منفذي هجمات كيماوية وليس فقط مجرد توثيق استخدام مثل هذا السلاح.
ومن المقرر أن ينشر أول تقرير لفريق المحققين المكلفين تحديد المنفذين المفترضين للهجمات في سوريا، مع بداية 2020، في حين تهدد موسكو بعرقلة التصويت على ميزانية المنظمة للعام 2020 إذا تضمنت تمويلا لفريق المحققين.
وتزامنا مع بدء اجتماعات المنظمة، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن مقاتلين من "هيئة تحرير الشام" بالاشتراك مع منظمة "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني السوري)، يخططون للقيام باستفزازات كيميائية في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وبحسب ادعاء الوزارة فإن سكان مدينة سرمدا شاهدوا مقاتلين يصلون البلدة في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، في ثلاث شاحنات محملة بحاويات تحوي على مواد كيماوية ومعدات تصوير فيديو احترافية، ولكن لم تشِر كيف عرف الأهالي بجميع تلك التفاصيل.
وتابعت: " أن الدفاع المدني وتحرير الشام يخططون لمسرحية عن طريق إنتاج مقاطع فيديو مزيفة عن الدمار الناجم عن الغارات الجوية وإطلاق النار بالمدفعية على الأهداف المدنية والاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية في محافظة إدلب لاتهام الجيش السوري".
وليست هذه المرة الأولى التي توجه فيها روسيا والنظام السوري الاتهامات للدفاع المدني و"تحرير الشام" باستخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وتكرر الأمر مرات عدة.
وكان النظام السوري استخدم أكثر من مرة الغازات السامة في قصف المناطق الخارجة عن سيطرته، ومنها استخدام غاز "السارين" السام بقصف الغوطة الشرقية بريف دمشق عام 2013 ما أدى إلى مقتل أكثر من 1400 مدني، واستهدف بالمادة نفسها مدينة خان شيخون بإدلب ما أدى إلى مقتل وإصابة مئات، وحينها ردت أمريكا وقصفت مواقع للنظام.
وأظهرت تقارير أصدرتها لجنة مشتركة من المنظمة والأمم المتحدة مسؤولية النظام عن شن هجمات عدة بالغازات السامة على مدن وبلدات في سوريا خلال السنوات الماضية، وعلى الرغم من ذلك لم يُحاسب النظام السوري واستخدمت حليفته روسيا حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن مرات عدة لمنع إدانته