خيارات حافة الهاوية بين قسد وتركيا ونظام الأسد  

 

قاسيون – محمد العويد 

هل جاء تصريح نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد  في الوقت المسمى " حافة الهاوية" المسجل تاريخيا كعنوان لسياسة الاسد الاب ثم الابن، أم ثمة رسائل يحملها وسطاء يمكن أن تنزع فتيل نيران الحرب القادمة على جبهات الشمال السوري؟.

فتصريح " المقداد" حمل لفظيا "توبيخا" لقيادات قسد، لكنه أيضا أبقى الباب مفتوحا، ليتاح لوسطاء اللحظات الأخيرة بالتحرك ومكسب النظام مزدوج بمزيد من الاعتراف بشرعيته دوليا، والقادر على "حلحة" المستحيلات، سيما وان ثمة توافق روسي ايراني خليجي مصري وغربي برفض اشتعال الحرب في الشمال السوري، ونظام الأسد أيضا يكسب ورقة مستقبليه، فهو من عرف كيف يستثمر بقيادة عبدالله أوجلان قبيل تسليمه اثر التهديدات التركية.

المقداد، بحسب صحيفة “الوطن” الموالية لنظام الأسد وجه رسالة إلى “قسد” قال فيها “خسروا كل شيء ويجب ألا يخسروا أنفسهم، وفي النهاية الوطن يرحب بكل أبنائه ونحن نريد أن نحل كل المشاكل السورية بطريقة إيجابية وبعيدة عن العنف لكن بطريقة تحافظ على كل ذرة تراب من أرض سوريا”.

لماذا المقداد وليس الأسد لتكون شروط العودة كما يريدها الأسد، بالطريقة أو الكيفية، لكن حسما سوريا لن تواجه الجيش التركي لا لأجل عيون الكرد ولا حتى لأجل دمشق أنها تفاوض ما استطاعت وليس تحارب وقد أنهكتها الحرب على الشعب السوري ذاته منذ سنوات.

إنها رسالة مهمة سترمي القيادات الكردية الكلام الاستهلاكي وتأخذ جانب الترحيب سيما وان جولات سابقة كنت قد عقدت برعاية روسية وهذه الأخيرة سبق وأعلنت نهاية الحرب في سوريا ووحدة الأراضي السورية فقد تمارس دورها بالضغط على جانبي المعادلة وحتى لها حصة في علاقات مميزة مع تركيا.

تركيا ليست بعيدة عن أي أجواء تفي بالغرض ولا " تورطها" بالمستنقع" السوري، وقد كانت شاهدة على " غرق" كلا من روسيا وايران وقليلا من أمريكا وما منح " الفرص المتتالية إلا إشعارا بعدم رغبتها بشن حرب واضح أنها لا تريدها، بل ثمة مخاوف أن يكون حلفاءها يريدون نصب فخ لها في الأرض السورية المتحركة، ثم ان تصريحات ترامب "بتدمير الاقتصاد التركي " تبدو غير متوافقة مع تحركات الجيش التركي فالجيوش لها قواعد اشتباك لا تتحدد ب"السنتي مترات"ثم ا ناي تسوية تعطي لتركيا ما ترغب به ليست خيار بقدر ما هي انجاز دون اراقة نقطة دم سواء من عدوها أو عناصرها وسياسة تركيا خلال سنوات الحرب السورية بدت مترسخة بهذا التوجه عميقا ومن هنا يبدو للمتابع أن ثمة متغيرات وان بدت ارتال الجيش متقدمة لكنها قابلة للعودة متى ما حققت تركيا "أمنها القومي ".وليس الامس ببعيد حين تجهز الجيش التركي لدخول دمشق على خلفية أزمة أوجلان وانتهت بعودته لثكناته بوساطة مصرية حينها.

القيادات الكردية تبدو راغبة بخيار " اللا حرب" فهي تعرف مسبقا أن الجيوش إذا دخلت مدننا تقلب ملوكها أذلة" وأن بدا سقف خطاب المواجهة مرتفعا" سنقاتل حتى آخر جندي" هذه تحية أجواء ليس اكثر فأمام الجيوش المدربة والمجهزة لا يقف سوى أحمق وهم ليسوا بهذه السذاجة ليقفوا وحدهم أمام الجيش التركي .

ثمة خيار لقيادات الكرد يعود مجددا العودة " لحضن الوطن" بشروط الوقت الضائع أفضل من ضياع الكل وهو ما أعلنته قيادات كردية شاهين جيلو، القيادي في ميليشيات قسد التي تتزعهما ميليشيا YPG، "نسعى للتعاون مع قوات الأسد ضد العملية العسكرية التركية المحتملة في شرق الفرات".

قائد ميليشيات (قسد)، مظلوم كوباني، "أن قواته تدرس خيار التحالف مع نظام الأسد، لمواجهة تركيا في حال شنت معركة عسكرية في شرق الفرات".

لا أحد يعرف كنه المتغيرات المتسارعة، فقد تبادر تركيا لقلب الطاولة على رأس الجميع إن وثقت بحلفائها، أو تقبل تحولات القيادات الكردية بصفقة ما تعود عليها بالنفع وليس على نظام الأسد " فالبازار" مفتوح الآن وما علينا سوى انتظار التحولات سواء العسكرية منها او السياسية وما دامت الأوراق خرجت من بين أيدينا كسوريين فليس اصدق من الانتظار وقد اعتدناه، وما عاد شيء يزيد نقيصتنا أو يفرج مصيبتنا.