تحليل .. على غرار النظام السوري .. العراق يتهم "مندسين" بقتل المتظاهرين

على ما يبدو أن الأنظمة الدكتاتورية جميعها تقرأ من نفس الكتاب ، وبالذات تلك التابعة لإيران والتي تدعي المقاومة والممانعة ..

 وفي سيناريو شبيه لما حدث في الثورة السورية عند انطلاقتها في العام 2011 ، والتي اتهم النظام السوري فيها مندسين ، بأنهم هم من يطلقون النار على المتظاهرين ، بدأت الحكومة العراقية باستخدام نفس التعابير واللغة ، في تبريرها لقتل المتظاهرين ، الذين توسعت احتجاجاتهم ، حتى شملت مناطق ومدن غير متوقعة ، كونها تتبع روحيا لإيران ،  والأهم أنه تم إحراق العلم الإيراني فيها . 

لذلك نستطيع أن نتوقع بسهولة ، سلوك الحكومة العراقية في المرحلة التالية ، في حال استمرت الاحتجاجات ، وهو المزيد من القتل والاعتقالات ومن ثم البدء بالتدمير وإحراق الأرض من تحت المدنيين ، ودفعهم للهجرة ، من أجل تحميل المسؤولية للمجتمع الدولي .. 

لهذا نلاحظ ، أن الغرب لا يدعم الحراك الشعبي العراقي حتى الآن ، ويصم أذنيه تجاهه ، حيث أننا لم نسمع ولم نقرأ إلى الآن أية مواقف سياسية ، من الإدارة الأمريكية بالذات ، والتي تطالب الحكومة العراقية بالتوقف عن قمع المتظاهرين ، أو مطالبتها بالرحيل كما فعلت مع دول الربيع العربي الأولى .

وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على أن المجتمع الدولي تعلم الدرس جيدا ، من التجربة السورية ، التي كان لإيران دور كبير في تنظيم إجرام النظام وهندسته على الشكل الذي ظهر عليه لاحقا ، بحيث يتحمل العالم أجمع مسؤولية الثورة السورية .. وهو ما حدث بالفعل بدءا من العام 2013 ، عندما أخذت موجات الهجرة تطرق دول الجوار بكثافة ، ثم راحت هذه الموجات تتوجه إلى أوروبا .

أما الموقف العربي من احتجاجات العراق ، فهو أقل ما يمكن وصفه بأنه مخجل ومخزي ، فهو غائب تماما ، الأمر الذي دفع الكثير من المحللين للقول ، بأن الفرصة أصبحت سانحة للعرب من أجل استرداد العراق إلى حضنهم من الحضن الإيراني ، وبالتالي إذا ضيعوا هذه الفرصة ، فإن إيران ، لن تزحف هذه المرة إلى بلادهم فحسب ، بل سوف تستولي على غرف نوم قادتهم ..

قاسيون