تقرير- قاسيون
قالت مصادر محلية أن وفداً من الأمم المتحدة دخل إلى مخيّم الركبان، الواقع في مثلث الحدود العراقية، السورية، الأردنية، لإجلاء الراغبين بالخروج إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وبحسب المصادر،فان الأمم المتحدة ستجلي قرابة 500 شخص من المخيم إلى مناطق سيطرة النظام، بينما سيبقى قرابة 11 ألف شخص من الرافضين للخروج، ضمن المخيم.
ومن جانب آخر أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه سيعقب تلك العملية دخول وفدين من الأمم المتحدة إلى المخيّم، على مرحلتين، الأولى كانت لإجراء استبيان حول رغبات السكان، سواء بالبقاء أو الخروج إلى مناطق النظام، بينما تمت المرحلة الثانية في الأيام الماضية، جرى خلالها توزيع مساعدات إنسانية وسلل غذائية على قاطني المخيّم، فيما ستتم عملية الإخلاء على ثلاث دفعات خلال 30 يومًا، على أن تضم كل دفعة 3500 شخص، يتم نقلهم إلى مراكز إيواء غالبيتها في مناطق ريف دمشق جرى تجهيزها في وقت سابق.
وهذا وأبلغت المصادر أن قافلة الأمم المتحدة والهلال الأحمر تستعد لمغادرة المخيّم بسبب النقص بالمواد الإغاثية إذ كان من المقرر أن يمتد عملها لنحو 15 يوماً بدءاً من يوم دخولها في الخامس من شهر أيلول، وكان قد أشار المرصد في وقت سابق، أن قافلة تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري دخلت صباح يوم الخميس إلى مخيّم الركبان المنسي الواقع عند مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية، حيث دخلت أكثر من 70 آلية تحمل على متنها مساعدات إنسانية ومواد غذائية تموينية، وجرى نصب خيام لهم على أن يتم توزيع المساعدات إلى النازحين في المخيّم طيلة الأيام الـ 15 القادمة، كما ستقوم الأمم المتحدة بتسجيل أسماء الراغبين بالخروج نحو مناطق سيطرة قوات النظام ضمن قوائم على أن يتم إخراجهم خلال الفترة ذاتها.
وسبق أن أكد المرصد الاستياء الشعبي الكبير ضمن مخيّم الركبان المنسي الواقع عند مثلث الحدود العراقية، السورية، الأردنية، وذلك بسبب آلية توزيع المساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري، حيث أبلغت مصادر موثوقة المرصد السوري بأن المواد الأولية تكون للعشائر وذويهم ممن شاركوا بوقت سابق في اجتماع جمعهم مع قوات النظام حول ممرات أمنة من المخيّم، فضلاً عن النقص الحاد في كمية الحصص التي كانت من المفترض أن تلبي حاجة المخيّم مبدئياً.
كما أكد المرصد أنه خرج نحو 200 شخص ضمن عشرات العوائل من المخيّم نحو مناطق سيطرة قوات النظام، وجرى نقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة حمص، وأبلغت مصادر المرصد السوري أن عملية خروج المدنيين تراجعت في الآونة الأخيرة لتخوفهم من ممارسات قوات النظام والمخابرات التابعة لها عند الوصل إلى مدينة حمص من اعتقالات واعتداءات، في الوقت الذي يشهد فيه المخيّم حالة مأساوية مستمرة من غلاء فاحش لأسعار الاحتياجات اليومية إن وجدت ونقص الدواء والعلاج وذلك جراء الحصار المطبق على المخيّم المنسي من قبل قوات النظام، وسط استمرار الصمت الدولي المخزي، ومع استمرار عملية الخروج فإنه يرتفع إلى 17900 عدد الذين غادروا المخيّم المنسي منذ شهر شباط / فبراير الفائت، بعد أن طفح بهم الكيل وغامروا بحياتهم متجهين نحو المجهول في مناطق سيطرة قوات النظام السوري ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
هذا وتراجع عدد قاطني المخيم من 100 ألف نازح سوري إلى 40 ألف، مع استمرار الظروف الإنسانية الصعبة في المخيم.
ونشر المرصد السوري في الـ 25 من شهر حزيران / يونيو الفائت، أنه تتواصل المأساة الإنسانية ضمن مخيم الركبان الواقع أقصى جنوب شرق سورية عند مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية، هذه المأساة التي تتجلى بانعدام جميع مقومات العيش في ظل الحصار الخانق التي تفرضه قوات النظام منذ أوائل شهر شباط الفائت من العام الجاري 2019، مصادر أهلية في المخيم المنسي أبلغت المرصد السوري بفقدان مادة الطحين الرئيسية لقوت المواطنين، حيث نفذ المخزون الاحتياطي من الطحين في المخيم لتغلق الأفران أبوابها ولتزيد من المأساة التي يعايشها أكثر من 20 ألف مواطن هناك، ولم يتوقف الأمر عن الطحين فحسب، فأسعار الخضروات تشهد ارتفاعاً جنونياً بأسعار تبدأ من 800 ليرة سورية حتى الـ 1000 ليرة لكل كيلو غرام واحد منها، في حين وصل سعر لتر البنزين إلى 2500 ل.س إن وجد.
أما في الجانب الطبي يفتقر المخيم للأدوية بشكل عام فلم تتدخل المخيم منذ أشهر عدة، فيما تنعدم الأدوية النوعية كالتي يحتاجها مرضى السكر والقلب والضغط، كذلك يعاني المخيم من شح في المضادات الحيوية ضد لدغات العقارب والأفاعي التي تتواجد بكثرة فيه، فضلاً عن انتشار كبير للأمراض المختلفة كاليرقان والتهاب الكبد، وذلك في إطار سياسة الحصار الممنهجة التي تتبعها قوات النظام بصمت دولي مخزي لدفع المواطنين هناك للخروج من المخيم دون أي مراعاة دولية لمصير هؤلاء عند وصولهم إلى مناطق النظام والمخاوف التي تهدد حياتهم في قبضة أجهزة المخابرات التابعة للنظام السوري.