تحليل إخباري .. هل تسعى واشنطن لإشعال حرب بين إيران والخليج ..؟

تقف منطقة الشرق الأوسط على أعتاب تطور خطير ، قد ينذر بحرب إقليمية كبرى ، بين دول الخليج العربية وإيران ، وهي حرب إذا وقعت ، سوف يكون وقودها هذه المرة ، ليس البشر فحسب ، وإنما حقول النفط التي تتموضع في ما بات يعرف بأكثر منطقة سخونة في العالم  .. 

الكثير من المراقبين يرون أن أمريكا هي من سخنت الموقف السعودي ، الذي تطور بالأمس ، إلى حد اتهام إيران مباشرة ، بضلوعها في الهجوم على منشآتها النفطية في شرق المملكة ، التابعة لشركة "أرامكو" ، ما أدى إلى توقف نصف إنتاج السعودية من النفط .. وبنفس الوقت هناك من يرى ، أن أمريكا وإن كانت قد سخنت الموقف السعودي ، بتصريحاتها ، التي كانت أول من أشارت إلى أيادي إيرانية في الهجوم الذي تبناه الحوثيون ، يوم السبت الماضي ، إلا أنها من جهة ثانية ، لا تسعى لتصعيد المواجهة في منطقة الثروة النفطية ، إلى حدود الحرب الإقليمية ، وإنما استخدامها كورقة إضافية للضغط على إيران وإزعاجها .. 

ويستدل أصحاب هذا الرأي بزيارة وزير الخارجية الأمريكية ، مايك بومبيو ، بالأمس إلى الرياض ، ومن ثم انتقاله اليوم إلى الإمارات ، والتصريحات التي أدلى بها عند توجه إلى السعودية ، بأن أمريكا لا تسعى لدعم مواجهة عسكرية بين إيران والخليج ، وإنما سوف تبحث مع حليفتها الرياض ، سبل الرد على هذا الاعتداء ، بعيدا عن استخدام الأدوات العسكرية .. 

وبدا واضحا ، أن السعوديين ، كانوا أميل لخيار عدم الرد العسكري ، حتى مع إعلانهم على لسان مسؤوليهم ، أن كل الخيارات مطروحة للرد ، لأنهم أعلنوا من جهة ثانية انضمامهم ، بالإضافة إلى الإمارات ، إلى التحالف الذي أنشأته أمريكا ، لحماية أمن الملاحة في مياه الخليج .. وهو ، بحسب الكثير من المحللين ، أكثر إزعاجا للإيرانيين ، من المواجهة العسكرية المباشرة .. 

اليوم يترقب العالم ، ليس ماهية الرد السعودي على إيران ، وإنما موقف إيران ، من هذا التحالف الدولي ، الذي سيهدد شواطئها وملاحتها وتجارتها البحرية بالكامل ، وسيكون بمثابة الشرطي على أبوابها .. الذي سيضيق عليها الخناق أكثر وأكثر .. 

لذلك ، يتوقع الكثير من المحللين ، أن إيران هي من ستعى هذه المرة للتصعيد ، والذي قد يتطور إلى أكثر من مهاجمة السعودية ، وإنما مهاجمة باقي دول المنطقة ، كالكويت والإمارات والبحرين .