كتب الدكتور رياض نعسان آغا ، ابن محافظة إدلب ، ، ووزير الثقافة الأسبق في حكومة الأسد ، والذي تولى عدة مناصب في المعارضة ، عدة منشورات على صفحته الشخصية في "فيسبوك" ، تحت عنوان : إدلب .. إلى أين ..؟ وضع فيها رؤيته لمجريات الأحداث في الآونة الأخيرة ، ومستقبل المحافظة ، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من قبل قوات النظام والقوات الروسية ، والإيرانية والميليشيات الشيعية التابعة لها .
ويقول " نعسان آغا" ، إنه في إدلب قرابة أربعة ملايين مواطن سوري، هم من الهاربين من القصف والتدمير الذي أصاب جل المحافظات السورية، بالإضافة للذين هجروا إليها قسرياً ممن رفضوا الاستسلام والبقاء تحت سلطة النظام بعد المصالحات الوهمية التي عقدتها روسيا بالقوة العسكرية المفرطة في الغوطة وريف حمص وحوران وعدة مناطق سورية ..
ويضيف ، "لو أن تجربة المصالحات أسفرت عن نتائج مقبولة لكان انضم إليها كثير ممن يسكنون اليوم في العراء، وربما كان بعض سكان إدلب تجنبوا الدمار الذي يهددهم ويحيط بهم، لكن الروس لم يفوا بوعودهم لمن صدقوها وصالحوا، حيث تعرض كثير منهم للاعتقال، وبقيت نظرة النظام لهم على أنهم إرهابيون وخونة وعملاء" مشيرا إلى أن " النظام لم يستفد من الانتصار الذي حققه له الروس والإيرانيون وحتى الأميركان ، الذين تخلوا عن دعم حوران، ليفتح صفحة جديدة ويعلن أن مطالب الشعب بالحرية والكرامة مشروعة، وأن القانون وحده هو الذي يحكم، وليس أهواء أجهزة الأمن وأمراء الحرب " بل أصر على " الحسم العسكري وإخضاع الشعب بالقوة " وهو ما سيجعل الحرب الدائرة ، بحسب الدكتور رياض نعسان أغا ، "مستمرة إلى عقود قادمة"، و" ستنقلب إلى حرب استنزاف دامية لأن الدم يجر الدم، وقديماً قيل (الدم لايلتم)" .
ويتابع الدكتور رياض في منشور آخر تحت نفس العنوان ، إدلب .. إلى أين ..؟ " سألني ذات يوم أحد كبار المسؤولين السوريين (لماذا يكرهنا أهل إدلب؟) فقلت (ربما لأنكم لم تقدموا لهم قط ما يعبر عن حبكم لهم، فإدلب محرومة من سبعين عاماً من أي مشروع اقتصادي ومن فرص العمل، مع أن أكثر من 93% من شبابها جامعيون، ولولا الهجرة القديمة إلى اليونان وقبرص والسفر إلى دول الخليج لما تمكنوا من إيجاد مصادر رزق، وتعلمون أن الثروة الأهم في إدلب هي الزيتون الذي كان يثمر عاماً ويجدب عاماً، ولاتكفي مداخيله لحياة كريمة، ومساحة محافظة إدلب أكثر من نصف مساحة لبنان ونصف مساحة الدلتا، وهي أرض زراعية ممتازة وموقع سياحي عالمي، ولكن لم تشهد عناية حكومية تذكر" .
كما كتب في منشور ثالث : " لا أعلم ما هي خطة «جبهة النصرة» وأمثالها لليوم التالي إذا حدثت معجزة، وتمكنت من الانتصار على روسيا وإيران والنظام، أتراها ستعلن إدلب دولة مستقلة أم أنها تخبئ لنا مفاجآت من العيار الثقيل ، كأن تختفي فجأة كما اختفى «داعش»؟ " وأضاف ، " أشعر بالأسى لما يتعرض له سكان القرى والبلدات الصغيرة التي دمرتها مئات الآلاف من الغارات والقنابل المدمرة، وهم وحدهم الآن من يتصدون للمجازر، والعالم كله يتفرج، ومبادرات آستانة تهدف بوضوح إلى تمكين النظام من استعادة إدلب بالقوة العسكرية كما استعاد سواها، لكن الناس يفضلون الموت تحت القصف على العودة إلى الموت البطيء" متسائلا : " هل من مبادرة دولية صادقة تبث الحياة في مفاوضات جنيف، وتفتح صفحات جديدة للشعب السوري، وتجنب ملايين السوريين كارثة إنسانية كبرى باتت على وشك الحدوث؟"