مترجم: تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمجموعة إرهابية يعزز مكانته

يعتبر تصنيف البيت الأبيض الأخير للحرس الثوري الإسلامي الإيراني كمجموعة إرهابية أجنبية هو أحدث امتداد لسياسة "الضغط الأقصى" لإدارة ترامب تجاه إيران ومع ذلك فإن هذه السياسة التي تهدف إلى احتواء دور إيران والحد من برنامجها الصاروخي المتقدم قد جاءت بنتائج عكسية .

فقد عزز  الحرس الثوري الإيراني مكانته في السياسة الداخلية الإيرانية وأضفى مزيدًا من الشرعية على أنشطته الإقليمية والصاروخية في نظر العديد من الإيرانيين.

وكان الهدف من العقوبات الصارمة التي أعيد فرضها تحدي قيمة السياسة الإقليمية للبلاد في السياسة الداخلية  وإضعاف قوة الردع الإيرانية ودفع طهران لقبول الاتجاهات السياسية والأمنية التي يفضلها الرئيس دونالد ترامب ، كما تهدف العقوبات إلى إضعاف الاقتصاد الإيراني وزيادة الانقسامات المحلية وتعزيز الهشاشة في النظام السياسي الإيراني و في حين أن العقوبات زادت حدة النقاش في السياسة الداخلية الإيرانية حول وجودها الإقليمي فإنها لم تسفر عن أي تغييرات في السياسة.

تعتمد قوة إيران  الردعية على أساسين:

أولاً الاعتماد على "إطلاق الصواريخ" للرد على هجمات الدول المعادية واستهداف قواعدها العسكرية في المنطقة

وفي هذا الصدد لم يحد تمديد العقوبات الاقتصادية من برنامج إيران الصاروخي باعتباره المصدر الرئيسي لردع البلد بل  جعلت إنتاج الصواريخ الوطنية أكثر جاذبية من الناحية الاقتصادية من شراء الطائرات المقاتلة الأجنبية المتقدمة.

ثانياً تعتمد إيران على عمقها الاستراتيجي من خلال الاستفادة من الشبكات المحلية ذات القوى السياسية الصديقة كما تستخدم إيران الدعم المالي والعسكري و القواسم الثقافية لتعزيز شركائها الإقليميين بالإضافة إلى دعم "محور المقاومة"

وفي هذا الصدد فإن الحرس الثوري الإيراني هو القوة الرئيسية المسؤولة عن مواجهة تهديدات الأمن القومي "لدولة" إيران.  ومن المثير للاهتمام أن هناك نقاشًا حاسمًا في إيران حول ما إذا كان دور الحرس الثوري الإيراني في هزيمة تنظيم الدولة سيضر بالأمن القومي لإيران فقد يتم استهدافها بشكل أكبر من داعش.

ومنع الحرس الثوري سقوط بغداد وإربيل بيد داعش الأمر الذي كان من شأنه أن يخلق حالة فراغ في السلطة مؤدية إلى "دولة فاشلة" كما كان الحال في أفغانستان خلال عهد طالبان  وقد قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إثرها "كان من الممكن لداعش أن تحتل عاصمتين عريبيتين وأن تضع جيشًا إرهابيًا على عتبة أوروبا لو لم يقاتل الحرس الثوري الإيراني إلى جانب شعب العراق وسوريا."

 

* هذا المقال مترجم من موقع أتلانتك كونسيل  atlanticcouncil للاطلاع على المقال من المصدر : الضغط هنا