إن قرار مصر بالانسحاب من ائتلاف ترامب المناهض لإيران يدل على أن خطط إدارة ترامب الكبرى للشرق الأوسط قد أصبحت مهزلة. وحدوث الانسحاب بعد يوم من لقاء السيسي مع ترامب في البيت الأبيض وهو لقاء حميم حيث أشاد ترامب بالسيسي باعتباره "رئيساً عظيماً".
لقد تباطئ القادة العرب في دعمهم للفلسطينيين في السنوات الأخيرة، منذ تحول انتباههم إلى الحرب الباردة مع إيران - وهي قضية سببت تشكيل تحالف هادئ مع إسرائيل.
إن خطة السلام التي صاغها صهر ترامب شملت منح الأردن بعض أرضه للفلسطينيين في مقابل الحصول على جزء من الأرض من المملكة العربية السعودية وبعد ذلك يتم تعويض السعوديين بجزيرتين على البحر الأحمر من مصر. كانت هذه فكرة غير مجدية حتى عندما كانت واشنطن تتمتع بفعالية أكبر في المنطقة وتمارس دبلوماسيين أكثر قوة لممارستها أما الآن فهي مادة كوميديا سخيفة.
يعد الشرق الأوسط مكاناً صعباً حتى لأفضل الدبلوماسيين ذوي النوايا الحسنة وإذا كانت التوترات الإقليمية بين الشيعة والسنة هي المشكلة الوحيدة التي يجب تسويتها ستكون الأمور صعبة بما فيه الكفاية لكن المنطقة تعج بصراعات متعددة أخرى حول الأيديولوجية والدين والأرض.
إلا أن ترامب يزيد الأمور سوءاً من خلال تشجيع أسوأ توجهات نتنياهو ومفاقمة الصراع الطائفي السعودي الإيراني وعدم القيام بمبادرات دبلوماسية جديدة بخلاف تشجيع الحرب ضد إيران وميليشياتها.
إن انسحاب مصر من التحالف المناهض لإيران يوجب على ترامب إدراك أن الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا مما كان يتصور.
والعيب الكبير لسياسة ترامب في المنطقة هو أنه لا يعرف ما يريد، كل مايعرفه هو مساعدة إسرائيل "وهو ما لا يفعله على المدى الطويل من خلال إعطاء نتنياهو وشركائه كل ما يريدونه" وسحق إيران "وهو أصعب مما يتخيل والتي من المرجح أن تؤدي إلى شيء أسوأ" و ليس لديه أي إستراتيجية بل وصمة عار وفشل في الاستراتيجية
* هذا المقال مترجم عن مجلة سلايت slatemagazine. للاطلاع على المقال من المصدر: الضغط