تعاني الولايات المتحدة وتركيا من انهيار كامل في علاقتهما ومن غير الواضح ما إذا كانت العلاقة ستستعيد عافيتها.
وعلى الرغم من أنه لدى تركيا والولايات المتحدة تاريخ طويل من الشراكة بما في ذلك سنوات من صد السوفييت معاً فإن أعمال أنقرة الأخيرة قد أحدثت ثغرة في وسط تحالفهم، فهي تتحدى علنا رغبات الولايات المتحدة في شراء أسلحة روسية الصنع كما ألقت أنقرة باللوم على رجل دين في الولايات المتحدة في تدبير انقلاب ضد الحكومة
ربما لا يكون هذا الانهيار مفاجأة كاملة فالولايات المتحدة وتركيا غالباً ما اختلفتا على السياسة الخارجية وخاصة تجاه الشرق الأوسط، وأحد الأسباب هو أن أنقرة تشك في اهتمام واشنطن بمخاوفها الأمنية كما تقول أماندا سلوات الخبيرة التركية في معهد بروكينجز في واشنطن العاصمة.
وأضاف سلوات أن الولايات المتحدة قلقة من تنامي علاقات الصداقة مع روسيا، كما لعبت إدارة ترامب أيضاً دوراً في انهيار العلاقات و فرض ترامب عقوبات صارمة على تركيا في أغسطس الماضي وتعهد في وقت ما "بتدمير" اقتصاد البلاد.
قال ليس هنتز الخبير التركي في جامعة جونز هوبكنز: "لم يعد هذا أي شيء يمكن تسميته بدقة شراكة إستراتيجية"
لا بد أن يكون لهذا الانهيار السريع في العلاقات عواقب واسعة النطاق و ستجد الولايات المتحدة بالتأكيد صعوبة في تحقيق أهدافها في أوروبا والشرق الأوسط على مدار السنوات القادمة ويقول آرون شتاين الخبير التركي في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا: "إن هذا يشبه حادث سيارة بطيء"، إذ لم تكن الولايات المتحدة وتركيا شريكين مثاليين أبداً
حيث أن تاريخ العلاقات الأمريكية التركية هو في أحسن الأحوال تاريخ صخري.
يقول هوارد إيسنستات الخبير التركي في مركز أبحاث مشروع الشرق الأوسط للديمقراطية في واشنطن: "ربما لم تكن هناك أيام قديمة على الإطلاق".
وبالحديث تاريخياً فقد انضمت تركيا إلى حلف الناتو في عام 1951 حيث عمل كلاهما معاً لمواجهة الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة وبينما ركزت أمريكا وحلفاؤها الآخرون بشكل أكبر على التهديدات التي تواجه أوروبا الغربية تركت تركيا بمثابة حصن مدجج بالسلاح ضد تقدم موسكو في الشرق الأوسط ولا سيما البحر الأسود.
من ناحية أخرى يخبرني الخبراء أن الولايات المتحدة تخشى أن يشكل النظام الروسي تهديداً لمائة طائرة مقاتلة أمريكية من طراز F-35 اشترتها تركيا ويرجع ذلك جزئياً إلى أن رادار النظام يمكن أن يجمع معلومات استخبارية من الطائرة ويعيدها إلى جواسيس روس
لقد أخبرتني جيني وايت الخبيرة التركية في جامعة ستوكهولم في السويد أن إحدى الطرق التي يمكن أن تتحسن بها العلاقات على المدى القصير هي إذا قررت الولايات المتحدة مساعدة اقتصاد أنقرة المتعثر لكنها متشككة أيضاً في إمكانية حدوث ذلك ، وذلك لأنه "لا يمكن إصلاح أي شيء ما لم تكن هناك رسالة دبلوماسية للتوصل إلى حل وهذا لا يحدث الآن"
إذن ما الذي يمكن أن نتركه بشأن تداعيات الولايات المتحدة وتركيا والمضي قدماً؟
ومع حدوث هذا الطلاق ستتراجع قدرة أمريكا على العمل مع تركيا في الشرق الأوسط وأوروبا وهذا يعني أن تأثير الولايات المتحدة هناك يتدهور ويضعف
هذا المقال مترجم عن موقع قناة فوكس نيوز الأمريكية. للاطلاع على المقال من المصدر يرجى الضغط هنا