سقوط بغداد قبل 16 عاماً.. حدد شكل عالمنا اليوم

بعد ثلاثة أسابيع من غزو العراق دخلت قوات التحالف التي يقودها الجيش الأمريكي بغداد واحتلتها رسمياً في 9 أبريل 2003

وقد تعرضت البنية التحتية للمدينة لأضرار جسيمة، استقبل مستشفى اليرموك في الجنوب حوالي 100 مريض كل ساعة وقت القتال

فإن الغزو منذ وقوعه أثبت أنه هجوم على مستقبل الحضارة العراقية.

بعد سنوات لا يزال الناس العاديون في الغرب لا يفهمون الطبيعة الحقيقية للرعب الذي جلبته الحرب على العراق وفي استطلاع للرأي أجرته ComRes في أبريل 2013 بدعم من Media Lens فقد قدر 44 في المئة من الناس أن أقل من 5000 عراقي قد ماتوا منذ عام 2003

في عام 2010 كشف كشف ويكيليكس عن 391.832 من التقارير الميدانية للجيش الأمريكي عن حرب العراق من 2004 إلى 2009 أن الجيش نفسه سجل 109000 حالة وفاة من بينهم 66،081 من المدنيين.

و أكدت هيئة العراق التي جمعت السجل الأكثر شمولاً للوفيات الناجمة عن الحرب أن عدد القتلى تجاوز 150،000 في عام 2010 و 80٪ منهم تقريباً من المدنيين.

علاوة على ذلك  كشفت التسريبات عن معلومات حول تعذيب العراقيين على أيدي القوات البريطانية والأميركية إضافة إلى الإدانة العالمية التي أعقبت كشف سيمور هيرش عن التعذيب الشنيع والمهين الذي قام به الجنود الأمريكيون ضد العراقيين في أبو غريب.

لقد خلقت الاستياء بشكل طبيعي وقد يكون هذا الاستياء مصدر إلهام لتشكيل قوى مثل داعش ومعاملتها الصارمة لتلك التي يرون أنها عدو أو خصم.

ومع ذلك كان الأمر كما لو أن الحكومات الغربية لم تتعلم أي درس فقد استخدموا نفس مخطط استغلال الأكاذيب والخداع لتلفيق حروب جديدة في حالة سوريا من خلال تعزيز التوترات بين الشيعة والسنة لجعل حكومتها تبالغ في رد الفعل واستخدام ذلك لحمل المتطرفين الإسلاميين على التحرك ضد الحكومة السورية.

وكذلك استُخدمت في ليبيا من خلال جهود مماثلة لزعزعة الاستقرار تلاها تدخل مباشر أكثر أطاح بحكومتها وخلق مستنقعاً في أكثر البلدان ثراءً في كل إفريقيا

إذن ما الذي يجب أن نتعلمه من سقوط بغداد قبل 16 عاماً والتي اتضح الآن أنها واحدة من أهم أحداث القرن الحادي والعشرين؟

أولاً أن الجشع من أجل السلطة غالباً ما يدفع زعماء الدول القوية إلى الكذب على مواطنيهم من أجل خوض حروب ضد الدول الأقل قوة وقد أصبحت تلك الحروب الآن أكثر تكلفة وقامت بتدمير الأرواح البشرية أكثر من أي وقت مضى.

ثانياً كانت الحروب هي نتيجة الأكاذيب مثل أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأن الأسد يهاجم مدنيين سوريين غير مسلحين

ثالثًا : لو تم الكشف عن هذه الأكاذيب مبكراً بما فيه الكفاية لكان هناك فرصة لتفادي كل هذه الحروب  وتجنب إزهاق ملايين الأرواح.

هذا هو السبب في أنه من الأهمية بمكان إبلاغ الجمهور بالطبيعة الحقيقية للحروب لتسجيل وكشف التاريخ الحقيقي للأحداث التي تشكل عالمنا ومواجهة الدعاية مع الحقائق.

لأنه إذا أردنا أن نتعلم أي شيء من حرب العراق وما تلاها من أحداث ، فهذا هو: "إذا كانت الحروب تبدأ بالأكاذيب، فيمكن أن يبدأ السلام بالحقيقة".

* هذا المقال مترجم عن الكاتب عريش جمال  من صحيفةThe daily star . للاطلاع على المقال: الضغط هنا