مترجم: آثار هجمات السلاح الكيماوي فى سوريا

عام مضى على الهجوم الكيماوي الذي شنته القوات الحكومية السورية على مدينة دوما والتي خلف 43 قتيلاً. عامين مضوا على مقتل أكثر من 100 إمرأة وطفلاً فى هجوم آخر شنته القوات الحكومية على مدينة خان شيخون فى محافظة إدلب.

فى كلتا المناسبتين، الرئيس ترامب أمر بشن هجمات صاروخية على المخزون المتبقي للنظام بعد أن نشرت صور على الانترنت لأطفال أفواههم امتلأت بالرغوة وآخرون يختنقون مع أبائهم وأمهاتهم الذين تحترق أعينهم بسبب الغازات.

كان ذلك مجرد غيض من كومة الركام المتصاعدة حيث كانت حرب سوريا التي دامت ثماني سنوات أقرب إلى النهاية. ومع ذلك، يبدو الرئيس بشار الأسد مستعداً لاستعادة سوريا، دون عائق أو تأثر بفعل الانتهاكات الكيميائية للمدنيين.     

وقال جون جيلبرت، باحث بارز في مركز الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة، لقناة فوكس نيوز: "من المحتمل ألا تكون هناك مساءلة أخرى لسوريا فيما يتعلق بهجماتها الكيماوية السابقة بما يتجاوز الأضرار التي لحقت بعد الهجمات الصاروخية الأمريكية. روسيا هي الراعي الرئيسي لحكومة الأسد والدولة الروسية قدمت تكنولوجيا مرتبطة بالسلاح الكيماوي"

ويضيف جيلبرت "روسيا والصين استخدمتا حق النقض في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سوريا لاستخدامهم السلاح الكيماوي " ومنعوا تقدم آلية التحقيق التابعة للأمم المتحدة التي قد تساهم فى تقديم أدلة على من يقف وراء الهجمات"

طبقا لأخر البيانات الموثوق بها والتي جمعت من قبل المعهد العالمي للسياسات العامة فى برلين أن الأسحلة الكيماوية تم استعمالها 336 مرة منذ بدء الحرب فى 2011. النظام السوري بقيادة بشار الأسد يقف خلف استخدام هذه المواد المحرمة 98% من عدد مرات الاستعمال، فى حين أنه تم توثيق استخدام هذا السلاح من قبل تنظيم داعش بنسبة 2% ضد المدنيين.

فى أغسطس 2013، أكثر من 1400 مدني قتلوا فى أول هجوم كيماوي، وبعد أن فشلت إدارة باراك أوباما فى الرد على "الخط الأحمر"، تم تسليم الأمر لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية.

طالبت المنظمة القيادة السورية بتدمير الترسانة الكيماوية، ومع حلول أغسطس 2014 تم الاعلان عن اتمام مهمة تدمير الترسانة.

دراسة للمعهد العالمي للسياسات العامة تفيد أن أكثر من 90 في المئة من الهجمات الكيماوية على الأراضي السورية وقعت بعد إعلان الخط الاحمر المجوف.

يقول التقرير "نظام الأسد لم يتوقف عن استعمال هذه الأسلحة المحرمة، لقد نجح النظام في استخدامها لأغراض استراتيجية".

الشهر الماضي، منظمة حظر الأسلحة الكيماوية خلصت إلى أن لديها أسباب "أسبابا معقولة" للافتراض أن "استخدام مادة كيميائية كسلاح قد حدث" في دوما المحاصرة في أبريل الماضي. على الرغم من تأجيل "مهمة تقصي الحقائق" الخاصة بهم في أعقاب ذلك مباشرة إلى ما يقرب من أسبوع بعد وصولهم بسبب المخاوف الأمنية، فقد أعلنت المنظمة الشهر الماضي أنه تم استخدام مادة الكلور ولم يتم استخدام مادة أكثر فتكا مثل السارين، ولكن رفض إسناد المسئولية.

يقول الدكتور محمد قطوب، مسئول فى الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) فى تركيا "كانت الأعراض مربكة، وكان الأطباء في البداية يعتقدون أنه مركب من الفوسفور، لكن في غضون ساعات كانوا يعرفون أنهم يتعاملون مع الكلور وكانت الأعراض هي الضائقة التنفسية، الرغوة الفموية، حروق القرنية."

المعهد العالمي للسياسات العامة خلص إلى أنه 91.5% من الهجمات الكيماوية فى سوريا كانت باستخدام الكلور.

ولكن طبقا لمركز الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة، تم استخدام كل شيء بدءاً من غازات الأعصاب وغازات الاختناق، إلى "الكلور المستخدم في سوريا خلال الحرب الأهلية".

كل هذه الأسحلة الكيماوية، بغض النظر عن شدتها، محظورة دولياً.

قناة فوكس نيوز قامت بعمل مقابلات مع إحدى النساء التي نجت من هذه الهجمات. أحد الناجيين من هجمات الكيماوي على الغوطة فى 2013 قالت أنه أنجبت طفلاً بعد هذه الهجمة بعدة أشهر مصاباً بتشوهات فى يده، ولكن لم يقدر الأطباء على تحديد ما إذا كان بسبب الكيماوي. وادعى آخرون ضيق في التنفس وإرهاق دائم ، ولكن جميعهم تقريباً قالوا إن أكبر إصابة لهم كانت نفسية.

يقول هشام السكيف وهو ناشط سوري الذى أصيب ابنه الرضيع باختناق أثناء الهجوم "لا يزال البعض لا يتنفس بشكل جيد، دموعهم تتدفق بسرعة. البعض ليس لديه القدرة على التحرك. والأعداد كبيرة. "

قال محققو الشبكة السورية لحقوق الإنسان لفوكس نيوز إنهم من حيث الأعراض الطويلة الأمد، سجلوا "ضيق التنفس، عدم وضوح الرؤية والارتباك مما يؤدي إلى عدم القدرة على التمييز بين الزمان والمكان بين بعض المصابين في الهجمات على الغوطة في أغسطس 2013، مع استمرار هذه الأعراض لعدة أسابيع بعد الهجوم."

علاوة على ذلك، في الهجمات الكيماوية مثل التي حدثت فى الغوطة، والهجوم على خان شيخون، وفي هجوم دوما الأخير، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان آثارها على التربة في المنطقة المحيطة التي تأثرت بالصواريخ.

الشبكة الحقوقية تقول أنه يوجد حوالي 10000 شخص مصاب بالهجمات الكيماوية، 9753 أصيبوا بسبب استهدافهم من قبل النظام السوري و132 من قبل داعش.

الحكومة السورية كررت نفيها استخدام السلاح الكيماوي، وأكبر داعم للنظام، روسيا، اتهمت عمال الانقاذ مثل القبعات البيض بالوقوف خلف الهجمات الكيماوية وفبركة أخبار كاذبة.

في المقابل، وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى روسيا لتعارضها مع روايتها عن المعارضين السوريين.

ومع ذلك، لم يتخل النشطاء وعمال الإنقاذ، مثل الدفاع المدني السوري، المعروف أيضاً باسم الخوذ البيض، عن السعي للمساءلة.

وقال متحدث رسمي "كشهود عيان، ما زلنا ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية ضد المسؤولين عن الهجمات. ما يجب أن يحدث هو واضح وضوح الشمس. يحتاج الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن إلى الوقوف ضد روسيا، التي تحتجز العدالة كرهينة لتحقيق مكاسبها السياسية."

لا يزال الكثيرون يتهمون الحكومة السورية بتخزين وتصنيع المزيد من الأسلحة في مجموعة من "المواقع غير المعلنة".

أكد المتحدث باسم الدفاع المدني السوري"هذا أيضاً يعطل عمل مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، لقد تسبب النزاع السوري في نزوح أكثر من عشرة ملايين سوري وحصد أرواح أكثر من نصف مليون. ما هو أسوأ من ذلك، قد لا تكون نهاية الهجمات واسعة النطاق - بما في ذلك تلك الكيماوية. في بيان مشترك الأسبوع الماضي، حذر وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من أنهم "سيتصرفون بقوة وبسرعة" إذا تم شن هجوم آخر، خاصة وأن القوات السورية - المدعومة من إيران وروسيا - تخطط لاستعادة معقل المعارضة النهائي في إدلب.

يؤكد قطوب "لقد أعددنا 20 منشأة مع معدات الحماية ومعدات العلاج. لقد تلقى موظفينا بعض التدريب. في سوريا ، لا توجد خطوط حمراء. مرة أخرى، قد يحدث هذا ".

* هذا المقال مترجم عن موقع قناة فوكس نيوز الأمريكية. للاطلاع على المقال من المصدر يرجى الضغط هنا