بعد اعتراف ترامب بمرتفعات الجولان.. الرؤية واضحة لعملية السلام

إن الشرق الأوسط شاسع ولا تبدو إسرائيل بداخله أكثر من بقعة وقشرة صغيرة تتشبث بالشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

في الوقت الحاضر  تعد إسرائيل الأمة الوحيدة في المنطقة التي تتمتع بالحرية والديمقراطية مع الحقوق المكفولة لجميع مواطنيها بما في ذلك الأقليات العربية والإسلامية المهمة.

إن قول هذا سيجعل بعض الناس غاضبين لكنه حقيقة.

حاول جيران إسرائيل من العرب والمسلمين منع ولادة الدولة اليهودية أو بتعبير أدق قاموا حروب إضافية استهدفت إسرائيل ودافع الإسرائيليون عن أنفسهم  وحصلوا على الأراضي من مهاجمهم في هذه العملية.

على مر السنين خرج الإسرائيليون من معظم تلك المناطق  ودخل الإرهابيون في شبه جزيرة سيناء أكبر الأراضي التي غزاها الإسرائيليون في حرب دفاعية ثم عادوا (في مقابل معاهدة سلام)

عندما توقفت الحرب الأولى ضد إسرائيل في عام 1949، فصل خط الهدنة - وليس الحدود الدولية القانونية - إسرائيل عن سوريا و بعد فترة وجيزة بدأ الجنود السوريون في مرتفعات الجولان في قصف المزارع والقرى الإسرائيلية في الجليل أدناه.

في عام 1967 هاجمت سوريا إسرائيل من مرتفعات الجولان في نهاية ما أصبح يعرف بحرب الأيام الستة كانت إسرائيل تمتلك ثلثي الهضبة الاستراتيجية التي تبلغ مساحتها 500 ميل مربع

كان الإسرائيليون منفتحين على صفقة "الأرض مقابل السلام" مع سوريا، لكن جامعة الدول العربية أصدرت على الفور "ثلاثة لاءات": "لا سلام مع إسرائيل لا اعتراف بإسرائيل ولا مفاوضات معها".

بعد ثماني سنوات ومع عدم اهتمام سوريا بصنع السلام ضمت إسرائيل مرتفعات الجولان في الشهر الماضي قرر الرئيس ترامب أن الوقت قد حان للولايات المتحدة للاعتراف رسمياً بحقيقة "أن مرتفعات الجولان جزء من دولة إسرائيل".

كما هو متوقع  أعرب منتقدو وأعداء إسرائيل الغربيون - وغالباً ما يصعب التمييز بينهم - عن غضبهم كما شجبت الدول العربية هذه الخطوة أيضاً بشكل بسيط.

وهذا ليس مفاجئاً فقد أصبحت سوريا في ظل دكتاتورية بشار الأسد تابعة لجمهورية إيران الإسلامية أي نظام جهادي  إمبريالي جديد فارسي/ شيعي يهدد دول المنطقة العربية السنية.

الآن لا يوجد فلسطيني يعيش في الجولان وقد هرب العرب السوريون ويحصل الدروز الذين يبلغ عددهم حالياً حوالي 20.000 على نفس المزايا الاجتماعية التي يحصل عليها المواطنون الإسرائيليون وهم مؤهلون للحصول على الجنسية الإسرائيلية الكاملة.

لقد رأيت بلا شك ادعاءات بأن ضم إسرائيل للجولان ينتهك القانون الدول ، لا سيما قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في نوفمبر 1967.

يؤكد القرار 242 أيضاً على أن "كل دولة في المنطقة" لها "الحق في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها وخالية من التهديدات أو أعمال القوة".

تنتهك طهران هذا الحق بشكل فاضح بمحاولة إنشاء قواعد عسكرية في سوريا من أجل فتح جبهة ثالثة ضد إسرائيل  بالإضافة إلى الجبهات التي تدعمها في لبنان وغزة

لماذا لا يقول منتقدو إسرائيل شيئاً عن ذلك؟ أظن أنك تعرف الجواب.

من خلال الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية في الجولان، فإن الرئيس ترامب - مع النائب مايك غالاغر والسيناتور تيد كروز والسناتور توم كوتون - فإنهم يعطون دفعة لأي عملية سلام فلسطينية إسرائيلية في المستقبل.

لأنه طالما أن رجال حماس وفتح المتشددين يعتقدون أن تدمير إسرائيل لا يزال هدفاً واقعياً فلن يوافقوا على إنهاء النزاع  بغض النظر عن مدى فائدة ذلك بالنسبة للفلسطيني العادي.

ويحدث هذا فقط إذا كانوا مقتنعين أنهم سيخسرون كثيراً بسبب إطالة أمد حربهم ضد إسرائيل وأن دفع اليهود إلى البحر هو حلم مستحيل

هل يمكنهم الاستسلام لما يعتبرونه البديل المخزي أي مفاوضات جادة تؤدي إلى حلول وسط "على كلا الجانبين" ؟

لكي تصل هذه المفاوضات إلى وضع نادر في تاريخ الشرق الأوسط الطويل والدموي وهو التعايش السلمي بين الدول المستقلة.

*هذا المقال مترجم عن الكاتب كلفورد مي في صحيفة washngtontimes. للاطلاع على المقال: الضغط هنا